كتاب: التشيع في الأندلس منذ الفتح حتى نهاية الدولة الاموية
تأليف: الدكتور محمود علي مكي
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: الاولى 2004م
عدد الصفحات: 73
الحجم: 3.8 MB
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين، محمد وآله الطيبين الطاهرين، الذين نشروا رايات التوحيد، وغرسوا في قلوب المؤمنين بذور الولاء والإيمان، حتى بلغ نورهم الآفاق، وسرى حديثهم في الأمصار، وشهد التاريخ بأن صوت التشيّع لم يُخمده سيف، ولم تطفئه دولة، بل تسلّل في القلوب والعقول، حتى في الأندلس البعيدة.
📘 التشيّع في الأندلس منذ الفتح حتى نهاية الدولة الأموية
تأليف: الدكتور محمود علي مكي
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية – القاهرة
الطبعة: الأولى، 2004م
عدد الصفحات: 73 صفحة
🧭 موضوع الكتاب وغايته:
هذا الكتاب يُعدّ دراسة تاريخية مركّزة، تهدف إلى تتبّع حضور الفكر الشيعي وآثاره في الأندلس الإسلامية، خلال الفترة الممتدة من الفتح الإسلامي (92هـ) إلى نهاية الحكم الأموي بالأندلس (422هـ تقريبًا).
غايات المؤلف:
-
تتبع جذور وجود التشيع فكريًا وسياسيًا وثقافيًا في بلاد الأندلس.
-
رصد تأثيرات التشيع القادم من المشرق، وبالأخص من الكوفة وفاس والقيروان، على بلاد المغرب والأندلس.
-
استعراض أهم الشخصيات والمظاهر التي حملت فكر أهل البيت (عليهم السلام)، أو تأثرت به.
-
بيان المواقف السياسية والدينية من التشيع، خاصة من قبل الدولة الأموية الأندلسية.
🧩 محتوى الكتاب:
رغم صغر حجمه، فقد حفل الكتاب بكثافة علمية، واحتوى على محاور مهمّة أبرزها:
🔹 1. التمهيد:
-
مدخل إلى الوضع الديني والسياسي في الأندلس بعد الفتح.
-
توضيح أن الأندلس، وإن كانت تحت حكم أمويّ، فإنها لم تكن خالية من الأصوات الموالية لأهل البيت (ع).
-
الإشارة إلى الانقسام العقائدي في صفوف المسلمين، وتأثيره في بلاد المغرب.
🔹 2. مظاهر التشيّع في الفكر والمجتمع:
-
وجود اتجاهات موالية لأهل البيت (ع)، خاصة بين الأدباء والمتصوفة.
-
تسلّل العقائد الشيعية إلى المجالس الأدبية والثقافية.
-
ورود كتب شيعية إلى الأندلس، كالنهج، ومقاتل الطالبيين، وكتب المواعظ.
-
العلاقة الثقافية مع فاس والقيروان، حيث كان للحركة الفاطمية تأثير كبير.
🔹 3. التشيّع السياسي:
-
نشاط الدعاة الفاطميين في الأندلس.
-
التوتر بين الدولة الأموية في قرطبة والدولة الفاطمية في المغرب، مما غذّى حربًا فكرية مذهبية.
-
بعض الحركات "الرافضية" كما سُمّيت في المصادر السنية.
-
ردود فعل الدولة الأموية من خلال الخطابة والسياسة والرقابة.
🔹 4. أعلام وأدباء متأثرون بالتشيع:
-
مثل ابن حزم الأندلسي، الذي رغم توجهه الظاهري الظاهري، إلا أنه انصف آل البيت (ع) في مواطن كثيرة.
-
شعراء عبّروا عن ولائهم لأهل البيت، وإن كان بلغة رمزية.
-
تسرب مفاهيم كـ "الحق لأهله"، و"الإمامة بالاختيار أم بالنص"، في المناظرات الأندلسية.
✨ مميزات الكتاب:
-
دراسة تاريخية نادرة في موضوعها، إذ أن معظم الدراسات الأندلسية تغفل البُعد المذهبي.
-
الحياد الأكاديمي في الطرح، مع إنصاف واضح للتشيع كحركة فكرية عميقة.
-
كثرة الاستشهاد بالمصادر التاريخية والموسوعات الأندلسية، مثل: البيان المغرب، نفح الطيب، الذخيرة، المفاضلات.
-
دعوة إلى إعادة قراءة التاريخ الأندلسي بمنهج غير أموي النزعة.
🎯 الفئة المستفيدة:
-
الباحثون في تاريخ التشيع وانتشاره خارج المشرق.
-
دارسو الأندلس الإسلامي، المهتمون بالتيارات الفكرية.
-
طلاب الفكر الإسلامي والمقارنات العقدية.
-
المهتمون بقراءة التاريخ خارج الرواية الرسمية.
🖋️ **خاتمة:
التشيع في الأندلس كتابٌ وإن قلّ عدد صفحاته، فقد جمع لبّ الحقيقة التاريخية المغفلة، وهي أن نور أهل البيت (عليهم السلام) لم يُحبس في المشرق، بل تسامى وسرى حتى بلغ الفردوس الأندلسي، وترك هناك ظلالًا من الحكمة والعدالة والمظلومية النبيلة.
وإنّ من سمع باسم فاطمة الزهراء أو بكاء الحسين، فلن يبقى قلبه دون أن يخفق، وإن طال الزمان، وبعدت الديار.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.