جدلية الايديولوجي والمعرفي

أضيف بتاريخ 04/05/2020
مكتبة نرجس للكتب المصورة


 كتاب: جدلية الايديولوجي والمعرفي قراءة وتحليل لجملة من أفكار محمد أركون
تأليف : الشيخ ليث العتابي
الناشر: مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة
عدد الصفحات: 97
الحجم: 9.2MB
 

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من بعثه الله هاديًا للناس، نبيّنا محمد وعلى آله الهداة المهديين، الذين علّموا الناس كيف يُفكّرون لا كيف يُقلّدون، وربّوا العقول على نقد الباطل مهما تلون، وتمييز الحق وإن خفيت معالمه في غبار الشبهات.


📘 جدلية الأيديولوجي والمعرفي – قراءة وتحليل لجملة من أفكار محمد أركون

تأليف: الشيخ ليث العتابي
الناشر: مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة – العراق
عدد الصفحات: 97


🧭 موضوع الكتاب وغايته:

يتناول هذا الكتاب نقدًا علميًا هادئًا ومركّزًا على بعض من أطروحات المفكر الجزائري محمد أركون (1938–2010م)، الذي عُرف بمنهجه "التفكيكي–الأنثروبولوجي" في قراءة التراث الإسلامي، وسعيه إلى إعادة تشكيله عبر أدوات معرفية غربية.

الهدف من الكتاب هو تسليط الضوء على الثغرات المنهجية والأيديولوجية التي تحكم قراءات أركون، وبيان أن مشروعه – رغم زخمه المصطلحي – ينطوي على انزلاقات فكرية ومنهجية تؤدي إلى تقويض الثوابت العقدية والمعرفية في الإسلام، لا تجديدها.


📚 مضامين الكتاب:

جاء في ثلاثة فصولٍ تحليلية، تتدرّج من التأسيس المفهومي إلى النقد المضموني:


🟥 الفصل الأول: تأصيل المفاهيم – الأيديولوجي والمعرفي

  • بيان المقصود بـ"الأيديولوجيا" كمحدد فكري غير محايد.

  • المقارنة بين الأيديولوجيا والمعرفة: الأولى تحكمها المصلحة والانتماء، والثانية تطلب الحقيقة المجردة.

  • كيف تتداخل الأيديولوجيا في خطاب الباحث دون أن يشعر؟

  • تطبيق المفهوم على الحالة الأركونية: هل كان أركون موضوعيًا معرفيًا أم أيديولوجيًا متحيزًا؟

🔎 يُثبت المؤلف أن كثيرًا من أدوات أركون المعرفية مبنية على "مسبقات إقصائية" تجاه الدين والتراث.


🟩 الفصل الثاني: إضاءة على الجهاز المفاهيمي عند أركون

  • أركون يتوسل بمفاهيم "التفكيك"، "العقل التاريخي"، "الأنثروبولوجيا"، "الابستيمولوجيا"، لكنه غالبًا يوظّفها بطريقة تهدم النص وتفككه دون إعادة بنائه.

  • ملاحظات على استخدامه لمصطلح "العقل الإسلامي"، و"اللامفكر فيه"، و"القراءة الحداثية للقرآن".

  • نقد اعتماد أركون المفرط على النموذج الغربي في قراءة النصوص الدينية، دون الالتفات إلى خصوصيات المنهج القرآني والبيئة الإسلامية.

🖋️ المؤلف يُظهر التناقض بين دعوة أركون للانفتاح، وممارسته لنقد إقصائي للدين الموروث، حتى كاد أن يُحوّل النص القرآني إلى مادة بشرية قابلة للهدم والتحليل فقط.


🟦 الفصل الثالث: المآلات والنتائج المعرفية لمشروع أركون

  • غلبة الطابع الأيديولوجي التفكيكي على المكون المعرفي التأصيلي.

  • إهمال أركون للمقاصد الإلهية، والتركيز على الشك المنهجي المفتوح بلا ضوابط.

  • خطر هذا المسار على ثوابت العقيدة، ومصادر التشريع، ومرجعية النص.

  • الاستنتاج: مشروع أركون فيه إثارة للأسئلة، لا تقديم للأجوبة. وهو أقرب إلى الهدم من البناء.


ميزات الكتاب:

  • نقد علمي هادئ وغير انفعالي، يعتمد التحليل لا التجريح.

  • عرض موثّق لأفكار أركون، ثم مناقشتها بلغة عقلانية.

  • يستند إلى رؤية إسلامية واعية، متأصلة معرفيًا.

  • حجم مناسب وطرح مركز، يصلح كمدخل للمهتمين بنقد الفكر الحداثي العربي.


🎯 الفئة المستفيدة:

  • طلاب الفلسفة الإسلامية والفكر المعاصر.

  • المهتمون بتيارات التجديد والقراءات الحداثية.

  • المشتغلون في علم الكلام الجديد ومناهج نقد التراث.

  • كل من يتأمل في التمييز بين التجديد الأصيل والتغريب المموَّه.


🖋️ خاتمة:

كتاب جدلية الأيديولوجي والمعرفي هو بيان علمي صريح بأن دعوى "العقلانية" لا تكفي إن كانت مغموسة في تحيّز ثقافي، وأن المشروع الفكري – إذا ما انقطع عن جذور الوحي – لا يكون تنويرًا، بل تيهًا في دهاليز العقل البشري المحدود.

فالإسلام لا يعارض العقل، لكنه يرشده، ويضبطه، وينزّهه عن الشطط.

وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

"لو كان الدين بالرأي، لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيتُ رسول الله يمسح على ظاهر خفّيه."

فالعقل المربوط بالوحي هو مفتاح الهداية، لا العقل المنفصل المأسور بمناهج الآخر.

وصلى الله على محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.


جدلية الايديولوجي والمعرفي-ليث العتابي