كتاب: النخبة والايديولوجيا والحداثة
تأليف : د . سعيد شبار
طبع ونشر : دارالهادي - لبنان ، بيروت
عدد الصفحات: 132
الحجم: 5.7MB
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، محمدٍ وآله الطاهرين، الذين أقاموا للعلم منارًا، وللوعي ميثاقًا، وكانوا مصابيح فكرٍ وهدايةٍ في ظلمات الأهواء والافتراء، يهتدِي بهم الباحث عن الحقيقة، وينتصر بهم العقل على الزيف.
📘 النخبة والأيديولوجيا والحداثة
تأليف: الدكتور سعيد شبار
الناشر: دار الهادي، بيروت – لبنان
عدد الصفحات: 132
🧭 موضوع الكتاب وغايته:
يتناول هذا الكتاب واحدة من أعقد القضايا الفكرية والاجتماعية في العالم الإسلامي المعاصر، وهي العلاقة بين:
-
النخبة المثقفة (الدينية والسياسية والأكاديمية).
-
الأيديولوجيا كمنظومة فكرية وموقف تغييري.
-
الحداثة بما تحمله من مفاهيم وافدة وتجربة تاريخية غربية.
الغاية التي يرمي إليها المؤلف هي تحليل التفاعل (وأحيانًا التوتر) بين هذه العناصر الثلاثة، وبيان التحولات التي طرأت على النخبة في ظل الهيمنة الثقافية الغربية، وما نتج عن ذلك من أزمة هوية، وارتباكٍ في المواقف، وتيهٍ في الخطاب.
📚 محتوى الكتاب:
جاء الكتاب في فصول مترابطة، بأسلوب فكري نقدي، نوجزها كما يلي:
🟩 الفصل الأول: النخبة ودورها التاريخي والمعرفي
-
تعريف النخبة ومواصفاتها (الريادة، الوعي، الفاعلية).
-
أصناف النخب: الدينية، السياسية، الاقتصادية، التربوية.
-
كيف تصوغ النخبة مواقف الأمة؟
-
أزمة بعض النخب: الانفصال عن الجماهير، أو الارتهان للسلطة.
🔍 يركّز المؤلف هنا على ضرورة "التحام النخبة بالواقع لا الانغلاق في الأبراج النظرية."
🟥 الفصل الثاني: الأيديولوجيا بين الوعي الزائف والالتزام
-
معنى الأيديولوجيا: بين الحياد والتحيّز.
-
هل يمكن لنخبةٍ أن تكون "ما بعد أيديولوجية"؟
-
أثر الأيديولوجيا في تشكيل الخطاب السياسي والديني.
-
نقد "التأدلج التلقائي" عند بعض مثقفي الحداثة.
🖋️ المؤلف يدعو إلى "أيديولوجيا نقدية ملتزمة بالقيم، لا منفصلة عن الأصالة."
🟦 الفصل الثالث: الحداثة... بين النسق الغربي وسؤال التمكين
-
الحداثة في السياق الغربي: تاريخها، مرتكزاتها (العقلانية، الفردانية، العلمنة).
-
إشكالية "استيراد الحداثة" إلى بيئات غير منتجة لها.
-
موقف النخب الإسلامية من الحداثة:
-
تيار الرفض الكامل
-
تيار التماهي الكامل
-
تيار التأصيل والنقد
-
📌 يُبرز المؤلف أن الحداثة ليست مطلقًا زمنيًا بل نسقًا ثقافيًا، ويُحذر من فقدان الذات تحت شعارات "الحداثة" و"التحرر".
🟨 الفصل الرابع: نحو رؤية بديلة – النخبة الواعية والحداثة الأصيلة
-
يدعو إلى "عقلٍ إيماني نقدي"، يجمع بين فقه الواقع وفقه القيم.
-
ضرورة تكوين نخبة جديدة تجمع بين:
-
الأصالة الفكرية
-
الجرأة في التجديد
-
الالتصاق بحاجات الأمة
-
البعد عن التبعية الثقافية
-
✒️ ويضع ملامح مشروع ثقافي ينبع من الداخل، لا يُستورد جاهزًا من الخارج.
✨ ميزات الكتاب:
-
لغة فكرية عميقة، لكنها غير متعالية على القارئ.
-
يناقش الحداثة من موقع نقدي، لا من موقع رفض غريزي.
-
يُقدّم خلاصات فلسفية في قوالب اجتماعية وسياسية معاصرة.
-
يوازن بين الرؤية الإسلامية ومناهج التفكير المعاصر.
🎯 الفئة المستفيدة:
-
طلاب الفلسفة والفكر الإسلامي المعاصر.
-
الباحثون في قضايا الهوية والنهضة.
-
المشتغلون بالنقد الثقافي والاجتماعي.
-
النخب المؤمنة برسالية الفكر لا وظيفيته فقط.
🖋️ خاتمة:
كتاب النخبة والأيديولوجيا والحداثة هو محاولة فكرية جادة لإعادة طرح سؤال الهوية والنهضة والتجديد، بلغة تستوعب الفكر الغربي دون أن تنصهر فيه، وتستلهم من الإسلام دون أن تنغلق على الواقع.
وفي زمن التبعية الفكرية، يُصبح التفكر في "الحداثة" واجبًا، لا للرفض، بل للفهم، والتمييز، والتأصيل، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
"إنما يُعرف الحقُّ بالرجال الصادقين، لا الرجال بالحق المدّعى."
فجزى الله المؤلف خير الجزاء، إذ فتح لنا بابًا إلى وعيٍ نقدي يزاوج بين الإيمان والعقل، وبين الأصالة والتجديد.
وصلى الله على محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.