كتاب: جدل الحداثة وما بعد الحداثة في الفكر الإسلامي المعاصر، قراءة موجزة في إشكالية العلاقة
المؤلف: إحسان العارضي
عدد الصفحات: 226
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، حَمَلة الوعي الإلهي، وقادة الفكر الراشد، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الأخ الفاضل،
📘 عنوان الكتاب: جدل الحداثة وما بعد الحداثة في الفكر الإسلامي المعاصر – قراءة موجزة في إشكالية العلاقة
✍️ المؤلف: إحسان العارضي
📄 عدد الصفحات: 226 صفحة
🧭 غاية الكتاب:
يهدف هذا الكتاب إلى تفكيك وتحليل العلاقة الإشكالية بين الفكر الإسلامي المعاصر وبين تياري الحداثة وما بعد الحداثة، وذلك عبر طرح تساؤلات مركزية حول:
-
هل تقبل المرجعية الإسلامية مفاهيم الحداثة كما طُرحت في السياق الغربي؟
-
هل بإمكان الفكر الإسلامي التفاعل مع نقد ما بعد الحداثة دون التنازل عن ثوابته؟
-
أين تقع الأزمة: في المفاهيم، أم في النماذج، أم في المواقف المسبقة؟
الكتاب يُقدّم قراءة نقدية تحليلية دون الانحياز لأيٍّ من الطرفين، بل يسعى إلى كشف مراكز التوتر والالتقاء بين الإسلام والتيارات الفكرية الغربية.
🧩 أهم محاور الكتاب:
1️⃣ مدخل مفاهيمي:
-
تعريف الحداثة: مشروع غربي شمولي انطلق من العقلانية، الفردانية، التنوير، القطع مع الميتافيزيقا.
-
ما بعد الحداثة: تيار نقدي تفكيكي تمرد على مركزيات الحداثة، ينكر الثبات، ويحتفي بالنسبية والتشظي.
-
الفكر الإسلامي المعاصر: طيف واسع بين الإحياء التراثي والعقلانية الإسلامية والتيارات التوفيقية.
2️⃣ إشكالية المرجعية:
-
الحداثة الغربية تستند إلى الإنسان كمصدر للمعنى والمعرفة.
-
الفكر الإسلامي يربط كل المعاني بـ الوحي ومقام التشريع الإلهي.
-
ما بعد الحداثة تنسف المرجعيات جميعًا، حتى الحداثية منها.
3️⃣ العقل والدين:
-
الحداثة قدّست العقل وأقصت الوحي.
-
ما بعد الحداثة شوّهت العقل وانتهت إلى العبث.
-
الإسلام يرى في العقل وظيفة هادية ضمن إطار الهداية الشرعية.
4️⃣ الذات والهوية:
-
الحداثة أسست لفردانية مغلقة، وما بعدها أدّت إلى ذوبان الهوية.
-
الفكر الإسلامي يسعى إلى هوية متوازنة بين الذات والاستخلاف والامتداد الاجتماعي.
5️⃣ المجتمع والسياسة:
-
نظم الحداثة فصلت الدين عن الدولة، وسعت لتهميش الدين.
-
تيارات ما بعد الحداثة نقدت الاستبداد باسم التحرر، لكنها أدت إلى تفكيك المعنى والسلطة.
-
الفكر الإسلامي يقدّم نموذج "الدولة الإيمانية"، لا الثيوقراطية ولا الدولة العلمانية.
6️⃣ إنتاج المعرفة والمعنى:
-
الإسلام لا يعارض "الحداثة" بمعناها التقني أو المعرفي، لكنه يعارض:
-
الأنسنة المطلقة للوجود.
-
إقصاء الغيب.
-
نسبية القيم والأخلاق.
-
-
ما بعد الحداثة تفرّغ المعنى من مضمونه، وتجعل الإنسان كائنًا تائهًا بلا مقصد.
💡 أبرز نتائج الكتاب:
-
الحداثة وما بعدها ليستا خصمين فقط للفكر الإسلامي، بل أيضًا بينهما خصومة داخلية.
-
يمكن للفكر الإسلامي أن ينقد الحداثة دون السقوط في السلفية، وأن يتفاعل مع نقد ما بعد الحداثة دون الوقوع في الفوضى.
-
المطلوب ليس رفض الآخر، بل تأسيس "حداثة إسلامية" من داخل المنظومة الإسلامية.
📚 أهمية الكتاب:
-
يمثل مدخلًا فكريًا ناضجًا في:
-
الفكر المقارن.
-
فلسفة الدين والسياسة.
-
نقد الحداثة الغربية من موقع إسلامي معرفي.
-
-
مناسب للباحثين، والطلاب، والمفكرين المهتمين بإشكاليات الإسلام والغرب، والهوية والمعاصرة.
🧾 خاتمة الكتاب:
يرى المؤلف أن:
"الطريق ليس في الانسياق وراء شعارات الحداثة ولا في الهروب إلى الماضي، بل في صياغة مشروع إسلامي قادر على محاورة العصر دون أن يذوب فيه أو يعاديه."