كتاب: مجالس منبرية، محاضرات ونواعي مجالس شهر محرم الحرام
المؤلف: مصطفى الإمامي الأهوازي
عدد الصفحات: 330
✨ أولاً: طبيعة الكتاب وغايته
هذا الكتاب هو جملةٌ من الخطب المنبرية الحسينية المُعَدّة لشهر محرّم، وهو من جنس «كتب المجالس» التي تهدف إلى:
-
تهيئة مادّة جاهزة للخطباء،
-
صياغة محاضرات تربوية وعقائدية،
-
ربط المؤمنين بروح عاشوراء،
-
ختم كل مجلس بمصيبةٍ مؤثّرة على نمط المنبر المتعارف.
فالكتاب ليس بحثاً أكاديمياً، بل موسوعة منبرية كاملة، يقوم عليها الخطيب لإحياء ليالي محرّم.
✨ ثانياً: بنية الكتاب
يرتّب المؤلّف الكتاب بأسلوب «الليالي المنبرية»، وكل مجلس يتكون من:
-
مقدمة شعرية أو روائية مناسبة لأجواء العزاء.
-
محاضرة تربوية أو أخلاقية أو عقدية مرتبطة بروح عاشوراء.
-
نصوص روائية وتاريخية من المصادر المقاتلية والحديثية.
-
قصة أو حادثة وعظية ذات دلالة.
-
ختام حسيني (مصيبة) تليق بالمنبر.
وهذه الهيكلة تتكرّر بحرفية في سائر مجالس الكتاب.
✨ ثالثاً: أبرز محاور المجالس
🔹 1. ذكرى عاشوراء ومكانتها
يفتتح المؤلف بمجالس تُظهر:
-
عظمة يوم عاشوراء،
-
مقام شهادة الحسين (ع)،
-
موقف أهل البيت (ع) من هذه الفاجعة،
-
كيف كان الأئمة يقيمون العزاء ويحضّون الشيعة على إحيائه.
وينقل روايات عن الإمام الصادق (ع) في فضل البكاء والمواساة.
🔹 2. محاضرات أخلاقية
يدمج المؤلف بين عاشوراء وبين معاني الأخلاق، فيتناول:
-
أثر المال الحرام،
-
الصبر على البلاء،
-
فضيلة القناعة،
-
قيمة حسن الخلق،
-
خطورة سوء الخلق،
-
الابتلاءات الإلهية،
-
آثار الذنوب،
-
أهمية الورع.
ويستشهد بأحاديث من الكافي وبحار الأنوار ونهج البلاغة.
🔹 3. قصص تربوية
كل مجلس تقريباً يتضمن قصة ذات مغزى، من قبيل:
-
قصة الرجل الذي أكل تفاحة بغير إذن وما ترتّب عليه من بلاء،
-
قصة الراهب الذي رأى نور رأس الحسين (ع)،
-
قصص الفقراء والصابرين،
-
القصص الأخلاقية التي يستثمرها الوعّاظ لتليين القلوب.
تأتي هذه القصص كجسر بين «المحاضرة» و«المصيبة».
🔹 4. شرح بعض الآيات المناسبة
مثل:
-
﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا﴾
-
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾
-
﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
ويُسقط معانيها على سلوك الشيعة في محرّم، وعلى أحداث كربلاء.
🔹 5. المصائب الحسينية
وهو أوسع أجزاء الكتاب وأكثرها تأثيراً.
يعتمد المؤلف على المصادر المقاتلية الشهيرة، وينقل:
-
تفاصيل خروج الحسين (ع)،
-
وداعه لأهل بيته،
-
مصرع أصحابه،
-
قصة العباس (ع)،
-
قصة الرضيع،
-
مشاهد السبايا،
-
مواقف الإمام زين العابدين (ع)،
-
خطب العقيلة زينب (ع)،
-
مواقف الأئمة من يوم عاشوراء.
ويُورد قصائد ولطميات تُستعمل على المنابر.
✨ رابعاً: سمات الأسلوب
يمتاز المؤلف بـ:
-
لغة وجدانية مؤثرة،
-
كثرة الشعر الحسيني،
-
ربط المحاضرة بالواقع الاجتماعي،
-
توظيف القصص الوعظية،
-
ختم المجلس بمصيبة لتهييج القلب.
فالكتاب مكتوب بلغة «المنبر» لا لغة «البحث»، لذا فهو عملي في أداء وظيفة الخطيب.
✨ خامساً: أهداف الكتاب
من خلال مجموع المجالس يتّضح أن المؤلف يريد:
-
تعميق الهوية الولائية عند القارئ.
-
ربط الأخلاق بروح عاشوراء.
-
تعليم الخطيب كيفية بناء مجلس كامل من مقدمة ومحاضرة ومصيبة.
-
إحياء ذكر الحسين (ع) بأساليب مؤثرة.
-
تعزيز العلاقة الشعورية بالمصائب الحسينية عبر سردٍ مكثّف للوقائع.
✨ خلاصة الخلاصة
الكتاب باختصار:
موسوعة مجالس حسينية جاهزة لشهر محرّم،
تجمع بين الوعظ، والخطابة، والشعر، والمصيبة، والرواية، والقصّة،
وتمنح الخطيب مادّة متكاملة لإحياء الليالي العشر وما بعدها.
وقد صيغت المجالس بأسلوب وجداني يحرّك القلوب،
ويعكس روح المنبر الحسيني الأصيل الذي يربط:
الدمعة بالعبرة،
والعظة بالثورة،
والقلب بالحسين (ع).