كتاب: في الفكر الإجتماعي عند الإمام علي (ع)، دراسة في ضوء نهج البلاغة
المؤلف: عبدالرضا عبدالأمير الزبيدي
عدد الصفحات: 396
📘 ملخص كتاب: في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (عليه السلام)
✍️ المؤلف: عبد الرضا عبد الأمير الزبيدي
🏛️ الناشر: العتبة العباسية المقدسة – قسم الشؤون الفكرية والثقافية
📅 الطبعة: الأولى، 1418هـ / 1997م
📄 عدد الصفحات: 396 صفحة
🌿 المقدمة (ص6–9)
يبدأ المؤلف بمقدمة علمية يبيّن فيها أن شخصية الإمام علي (عليه السلام) تمتاز بأصالة الفكر وشمول الرؤية؛ فقد جمع بين العمق الفلسفي والإنساني والسياسي والاجتماعي، مما جعله أول من وضع أسس الفكر الاجتماعي الإسلامي في ضوء التوحيد والعدل.
ويقول الزبيدي:
“إنّ عليًّا (ع) لم يكن فيلسوفًا نظريًا ولا حاكمًا تقليديًا، بل كان إنسانًا إلهيًا يعيش في قلب المجتمع، ينظّر ويطبّق، يربّي ويقود.”
ويشير إلى أن نهج البلاغة يمثل "الوثيقة الأولى في الفكر الاجتماعي الإسلامي"، إذ اشتمل على أصول علم الاجتماع السياسي، وفلسفة المجتمع العادل، وعلاقة الإنسان بالدولة والدين .
🧭 المدخل العام (ص12–14)
تحت عنوان المدخل العام يوضّح المؤلف أنّ دراسة الفكر الاجتماعي في الإسلام لا يمكن أن تُفهم إلا في إطار الرسالة الإلهية التي تحكم الإنسان والمجتمع ضمن نظام أخلاقي وقيمي متكامل.
ويرى أنّ الإمام علي (ع) قد قدّم أوسع معالجة إنسانية للمجتمع في نصوصه، من خلال:
-
خطبه السياسية (كعهده لمالك الأشتر).
-
رسائله الإدارية والتنظيمية.
-
كلماته التربوية والوعظية.
ويعتبر الزبيدي أن هذه النصوص تُعدّ بمثابة المنهج العلمي الإسلامي في علم الاجتماع، قبل ظهور النظريات الحديثة.
📖 الفصل الأول: علم الاجتماع (ص14–20)
في هذا الفصل يقدّم المؤلف عرضًا تاريخيًا وتعريفيًا لعلم الاجتماع ومفاهيمه عند القدماء والمحدثين، مشيرًا إلى أن جذور هذا العلم كانت موجودة في الفكر الإسلامي قبل الغرب.
يقول في (ص16):
“إنّ الفكر الاجتماعي الغربي، وإن وُلد في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلا أنّ أصوله المفهومية كانت حاضرة في الفكر الإسلامي، وبلغت أوجها في كلمات الإمام علي (ع).”
ثم يعرّف علم الاجتماع بأنه:
“العلم الذي يدرس طبيعة العلاقات الاجتماعية، وأسبابها ونتائجها، ونظامها الأخلاقي والسياسي.”
ويستعرض أقوال علماء الاجتماع الغربيين مثل أوغست كونت ودوركهايم وريمون بودون، ليُبيّن أن الإمام علي (ع) سبقهم في تأسيس المفاهيم الكبرى مثل:
-
العدالة الاجتماعية.
-
التكافل والتوازن الطبقي.
-
سلطة الدولة الشرعية.
-
قيمة العمل والإنتاج.
⚖️ الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (ع)
يركّز الكتاب على تحليل المفاهيم الاجتماعية التي صاغها الإمام علي (ع) في نهج البلاغة ضمن محاور رئيسة:
1. العدالة الاجتماعية
يعدّها المؤلف المحور الأساس في فكر الإمام (ع)، حيث يقول (ص17):
“العدالة عند الإمام علي ليست مجرد مبدأ قانوني، بل هي نظام كونيّ وأخلاقيّ قائم على معرفة الله والإنسان.”
ويشير إلى أنّ الإمام يرى الظلم سببًا لانهيار المجتمعات، كما في قوله (ع):
“الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم.”
2. العلاقة بين الحاكم والمحكوم
يشرح المؤلف كيف جسّد الإمام علي (ع) النموذج الأمثل للحاكم العادل، الملتزم بكرامة الإنسان وحقوق الرعية.
ويستشهد بـ عهد الإمام لمالك الأشتر باعتباره "أول دستور اجتماعي إداري في الإسلام"، لأنه يحدّد واجبات السلطة وحقوق الشعب في توازن دقيق بين الدين والدولة.
3. قيمة الإنسان والعمل
من أبرز الجوانب الاجتماعية التي أبرزها الإمام (ع):
-
تكريم الإنسان لمجرد إنسانيته.
-
أن العمل مصدر الكرامة والرزق.
-
أن الفقر نتاج للظلم وسوء التوزيع لا القدر الإلهي.
ويقول الإمام في إحدى كلماته التي يستشهد بها المؤلف:
“ما جاع فقير إلا بما متّع به غني.”
وهي عند الزبيدي تعبير عن نظرية اجتماعية واقتصادية متكاملة .
🕊️ البنية الأخلاقية والاجتماعية في فكر الإمام علي (ع)
يتناول المؤلف في الفصول اللاحقة مفاهيم مثل:
-
الزهد الاجتماعي: لا كحرمان بل كتحرر من التبعية للمال والجاه.
-
الإخاء الإنساني: مبدأ المساواة بين الناس في الخلق والحقوق.
-
العلم والجهل: حيث يرى الإمام أن الجهل هو العدو الأكبر للمجتمع، والعلم أساس الإصلاح.
ويقول المؤلف:
“أراد الإمام علي أن يربي الإنسان ليكون فاعلًا في بناء المجتمع، لا تابعًا له، وأن يقيم النظام الاجتماعي على أسس العدل والمعرفة.”
🧠 نتائج الدراسة (ص390–396)
يختم الزبيدي كتابه بخلاصة فكرية تؤكد:
-
أن الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (ع) هو منهج إصلاحي شامل يربط بين العقيدة والسلوك.
-
أن نهج البلاغة يمثل مرجعًا مبكرًا في علم الاجتماع الإسلامي.
-
أن العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية هي المفاتيح المركزية في رؤية الإمام للمجتمع.
-
أن التجربة العلوية تمثّل توازنًا بين الروح والواقع، والدين والسياسة، والحرية والنظام.
ويختم بقوله:
“لقد سبق الإمام علي كل النظريات الاجتماعية الحديثة في رؤيته للإنسان والمجتمع، لأن فكره انطلق من وحي السماء لا من التجربة المحدودة.”
✨ الخلاصة التحليلية
| المحور | المضمون |
|---|---|
| المرجع الأساس | نهج البلاغة – الخطب والعهود والرسائل |
| الركائز | العدالة، المساواة، العلم، الزهد الاجتماعي، احترام الإنسان |
| الهدف الاجتماعي | بناء مجتمع العدل والإيمان على أسس أخلاقية |
| الأدوات الفكرية | العقل، الشورى، التربية، العلم، القانون |
| الأثر المعاصر | يشكّل نموذجًا فكريًا للدولة والمجتمع في الإسلام السياسي والاجتماعي |