كتاب: الدين والحداثة
المؤلف: أبو الفضل ساجدي
عدد الصفحات: 273
📘 ملخص كتاب: الدين والحداثة
✍️ تأليف: أبو الفضل ساجدي
📄 عدد الصفحات: 273
🔹 الترجمة: مرتضى ذاكري
🔹 الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
🌿 الفكرة العامة
الكتاب دراسة فكرية نقدية تبحث في العلاقة بين الدين والحداثة، من حيث التوافق أو التعارض بين المفهوم الديني للوجود والمعرفة والأخلاق، والمفهوم الحداثي الذي نشأ في الغرب بعد عصر النهضة.
يركز ساجدي على بيان أن الدين – وخصوصًا الإسلام – لا يتناقض في جوهره مع العقل والعلم، بل إن الإشكالية تنشأ من سوء فهم طبيعة كلٍّ من الدين والحداثة.
🧭 مقدمة الكتاب (صـ12–13)
يفتتح المؤلف بطرح سلسلة من الأسئلة التي تعبّر عن قلق الإنسان المعاصر:
-
هل بقي للدين موقعٌ في عصر التطور العلمي؟
-
هل يمكن الجمع بين الإيمان والعقلانية الحديثة؟
-
وهل يظلّ الإنسان بحاجة إلى الوحي بعد نضوج العقل العلمي؟
ثم يوضح أن هدف الكتاب هو إعادة قراءة الحداثة بعيونٍ دينية، دون رفضها المطلق ولا قبولها الكامل، بل بفهم نقدي متوازن.
🧠 الفصل الأول: رؤية المفكرين الغربيين للدين (صـ14–17)
يعرض ساجدي آراء الفلاسفة الغربيين مثل جون هيك، كانت، ودوركهايم، في ضرورة الدين للمجتمع والإنسان، ويبيّن أن أغلبهم تعامل مع الدين من منظور نفعي أو اجتماعي لا بوصفه وحيًا إلهيًا.
فالحداثة الغربية – كما يرى – استبدلت الرؤية الغيبية للرؤيا الدينية بـ"الرؤية التجريبية" التي تقيس كل شيء بالمشاهدة والتجربة.
ويقول المؤلف إن الفلاسفة الغربيين “جعلوا الدين خادمًا للأخلاق، بدل أن تكون الأخلاق مظهراً من مظاهر الدين”.
ثم ينتقد فكرة “الدين الشخصي” التي طرحها بعض الفلاسفة، لأنها أفرغت الدين من بعده التشريعي والجماعي، وجعلته مسألة ذوقية فردية.
🌙 الفصل الثاني: رؤية المفكرين المسلمين للدين (صـ20)
يقدّم المؤلف مقارنة بين الفكر الغربي والإسلامي في النظر إلى الدين، موضحًا أن المفكرين المسلمين – كصدر المتألهين، والعلامة الطباطبائي، والعلامة الطبرسي – أكدوا أن الدين ليس نقيضًا للعقل، بل هو الطريق المكمل له.
فالوحي في الإسلام لا يلغي العقل، بل يرشده ويكمله في مجالات لا يستطيع إدراكها بمفرده، مثل الغيب والقيم العليا.
ويقول ساجدي في هذا السياق:
“إن الوحي والعقل جناحان لطيران الإنسان نحو الكمال، ولا يتحقق أحدهما بدون الآخر.”
📖 الفصل الثالث: الحاجة إلى الدين في العصر الحديث
يطرح المؤلف أن الحاجة إلى الدين تزداد كلّما تطوّر العلم، لأن التطور المادي لا يملأ فراغ الإنسان الروحي.
ويشير إلى أن الحداثة التي وعدت بالحرية والسعادة أنتجت الاغتراب والوحدة والعدمية، مما يعيد الإنسان إلى البحث عن المعنى في الدين.
ويرى ساجدي أن الحداثة المادية أضعفت الإيمان لكنها لم تستطع أن تقتل الحاجة إليه، بل جعلت الناس يعودون إليه بصورة جديدة، كما حدث في ظاهرة “الروحانيات الحديثة” في الغرب.
💡 الفصل الرابع: القيم، الأخلاق، والمعرفة
يناقش المؤلف العلاقة بين الدين والأخلاق، معتبرًا أن الأخلاق إذا انفصلت عن الدين تتحول إلى نسبية وفوضى قيمية.
كما يتناول المعرفة الحديثة في ضوء فلسفة الوحي، مبينًا أن الإسلام لا يرفض العلم التجريبي، لكنه يرفض تحويله إلى معيارٍ مطلقٍ للحقيقة.
ويفرّق بين نوعين من العقل:
-
العقل البرهاني (العلمي) الذي يكتشف القوانين المادية.
-
العقل الهادي (الروحي) الذي يهتدي بالوحي نحو الغاية الوجودية.
🪶 الفصل الخامس: التكامل بين الدين والحداثة
في هذا الجزء يوضح المؤلف رؤيته النهائية بأن الحلّ ليس في رفض الحداثة ولا في الذوبان فيها، بل في تأسيس حداثة دينية تستمد أدواتها من العلم وروحها من الوحي.
ويستشهد بتجارب الفكر الإسلامي الحديث الذي حاول الدمج بين الاجتهاد الديني والمناهج العقلية الحديثة، داعيًا إلى مشروع معرفي يقوم على:
-
نقد العقل الغربي المادي.
-
تفعيل القيم القرآنية في بناء المجتمع.
-
استعادة البعد الإنساني للعلم.
📊 الملخص التحليلي
| المحور | الفكرة الأساسية | النتيجة |
|---|---|---|
| الدين في الغرب | نُظر إليه كظاهرة نفسية أو اجتماعية | فقد جوهره الروحي والتشريعي |
| الدين في الإسلام | منظومة وحي وعقل وتكامل | يحقق كمال الإنسان المادي والمعنوي |
| العلم والحداثة | تقدّم مادي لا يُغني عن الروح | أدى إلى اغتراب الإنسان |
| القيم | الأخلاق بلا دين نسبية زائلة | الدين هو الضامن للثبات القيمي |
| المشروع المقترح | حداثة دينية واعية | تزاوج بين العقل والوحي |
✨ الخاتمة
يؤكد ساجدي في الختام أن الإسلام يمتلك قدرة فريدة على استيعاب الحداثة دون أن يفقد هويته.
فالحداثة – في جوهرها – بحث عن الحقيقة والتقدّم، وهي أهداف يتقاطع فيها الدين الحق مع الفكر الإنساني.
غير أن الحداثة تحتاج إلى تصحيح البوصلة الأخلاقية عبر العودة إلى الوحي كمصدر للمعنى والغاية.
“لن تستقيم الحضارة الإنسانية إلا حين يلتقي العقل بوحي السماء في مشروعٍ واحدٍ لكرامة الإنسان.”