كتاب: التصوير، دراسة فقهية معاصرة
المؤلف: الشيخ علي رضا أعرافي
عدد الصفحات: 308
📘 ملخص كتاب: التصوير – دراسة فقهية معاصرة
✍️ المؤلف: الشيخ علي رضا أعرافي
📄 عدد الصفحات: 308
📚 الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
🌿 الفكرة العامة
الكتاب هو بحث فقهي موسّع يتناول مسألة التصوير والرسم والنحت والتماثيل من منظور فقهي معاصر، مستعرضًا أقوال الفقهاء القدماء والمحدثين، وأدلتهم النقلية والعقلية، ومناقشًا التطورات الحديثة في الفن والتقنيات التصويرية (الكاميرا، الفيديو، الطباعة...).
المؤلف يسعى إلى تأسيس رؤية اجتهادية جديدة تتعامل مع موضوع الفن والتصوير بروح الإسلام المنفتحة، مع الحفاظ على الضوابط الشرعية المستمدة من القرآن والسنة وأصول الفقه .
🧭 مقدمة المؤلف (صـ8–12)
يبدأ الشيخ أعرافي بتوضيح أن الفن في الإسلام ليس عملًا دنيويًا محضًا، بل سلوك جمالي راقٍ يعكس الجانب الإلهي في الإنسان المبدع.
ويشير إلى أن الفقه الإسلامي لم يدرس الفن بوصفه منظومة متكاملة من الأحكام والقيم، بل عالج بعض مسائله في أبواب متفرقة (كالبيع، المكاسب، التصوير، النحت).
ومن هنا جاء الدافع إلى إعداد هذا الكتاب لتكوين فقهٍ متكامل للفنون ضمن مشروع فقهي شامل .
يقول المؤلف: “لم يكن الفكر الإسلامي العظيم ليغفل عن خلَتينِ يجتمعان في الفنّ، إحداهما فلسفة الجمال، والأخرى فقه الفن.” (صـ12)
📖 الفصل الأول: الكليات (صـ16–20)
يتحدث المؤلف عن موقع التصوير في الفقه ضمن باب المكاسب المحرمة، مبينًا أن التصوير في العصور الإسلامية الأولى كان يُعدّ من المنهيات لأسباب دينية وثقافية، ثم تطورت المواقف مع الزمن.
🟢 أولًا: الجذور التاريخية
-
يذكر أن المسألة طُرحت لأول مرة في كتاب الكافي في الفقه للشيخ المفيد (ت 447هـ)، الذي حرّم عمل التماثيل المجسمة للأحياء.
-
ثم أشار الشيخ الطوسي في النهاية إلى أن عمل الصور المجسّمة محرّم، أما غير المجسمة فهو مكروه .
-
ويتتبع المؤلف تطور الفتوى من التحريم المطلق إلى التفصيل بين المجسّم وغير المجسّم، وبين ذوات الأرواح وغير ذوات الأرواح.
🔹 ثانيًا: مداخل قرآنية وروائية (صـ18–19)
يستعرض الآيات والأحاديث التي يمكن أن تُفهم على أنها متعلقة بالتصوير، ومنها:
-
قوله تعالى: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ – أي تنسبون الخلق لأنفسكم.
-
وقصة النبي سليمان عليه السلام: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ﴾ [سبأ:13]، ويستنتج منها أن التماثيل كانت مباحة في شرائع سابقة قبل ورود النهي في الإسلام .
ويحلل الروايات التي نهت عن التصوير، مثل حديث النبي (ص):
“أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون.”
ثم يبيّن أن النهي في الروايات ليس مطلقًا، بل يختص بما يُقصد به مضاهاة خلق الله أو العبادة الوثنية.
🧩 الفصل الثاني: التحليل الفقهي للمصطلحات (صـ20–25)
يفصل المؤلف بين ثلاثة مفاهيم رئيسية:
-
التمثيل: تصوير الشيء وكأنه موجود حقيقي.
-
التصوير: إيجاد صورة لشيءٍ محسوس بوسائل الرسم أو النقش.
-
النحت: إبراز الصورة في جسمٍ ذي أبعاد.
ثم يبيّن أن العلة في التحريم ليست ذات الصورة بل الغاية من ورائها — أي مضاهاة الخالق أو نشر الفساد أو الترويج للباطل .
💡 الفصل الثالث: التطبيقات المعاصرة
يخصص هذا القسم للبحث في أنواع التصوير الحديثة، مثل:
-
التصوير الفوتوغرافي.
-
تصوير الفيديو والسينما.
-
الصور الرقمية والرسوم المتحركة.
ويبيّن أن هذه الأنواع لا تدخل في مفهوم "الصورة المحرّمة" عند المتقدمين لأنها انعكاس ضوئي لا خلق فيه ولا مضاهاة.
لذلك فإن الحكم الفقهي فيها يدور مدار النية والمضمون، لا ذات الفعل.
“التصوير الفوتوغرافي توثيق للواقع لا إنشاء لخلق جديد، فلا يتوجه إليه النهي الشرعي إلا من جهة المحتوى أو المقصد.” (صـ22)
📚 الفصل الرابع: حدود الجواز والحرمة
يضع المؤلف القواعد العامة التالية:
-
يحرم التصوير إذا ارتبط بالعبادة لغير الله أو كان وسيلة لنشر الفساد.
-
يكره تصوير ذوات الأرواح إذا لم تكن هناك ضرورة علمية أو توثيقية.
-
يُباح التصوير العلمي والفني الهادف إلى التعليم أو التزيين المشروع.
-
التماثيل المجسمة للأحياء تبقى موضع احتياط.
🔎 الخاتمة (صـ26–30)
يخلص الشيخ أعرافي إلى أن الحكم الفقهي للتصوير يجب أن يُعاد فهمه في ضوء:
-
تطور أدوات الفن والإعلام.
-
تغير موضوع الحكم (من تمثال مجسم إلى صورة رقمية).
-
الغاية والمقصد الشرعي، لا الصورة الشكلية للفعل.
ويؤكد على ضرورة تأسيس فقهٍ للفنون يستوعب تطورات العصر دون التفريط في الثوابت الشرعية.
🪶 الملخص التحليلي
| المحور | الرؤية الفقهية | النتيجة |
|---|---|---|
| التصوير القديم (التماثيل) | محرم لارتباطه بالوثنية | الحرمة قائمة في صور العبادة |
| التصوير الفني | جائز إن خلت النية من مضاهاة الخالق | يباح ضمن ضوابط الأخلاق |
| التصوير الفوتوغرافي | لا يدخل في مفهوم "الخلق" | مباح في الأصل |
| التصوير الإعلامي | يتبع الغرض والمضمون | يحرُم إذا كان مفسدًا أو مهينًا |
| الغاية الشرعية | حفظ التوحيد والجمال المشروع | الفن أداة تهذيب لا انحراف |
✨ الخاتمة العامة
يرى الشيخ علي رضا أعرافي أن الإسلام دين الجمال والوعي الفني، لكنه يضع حدودًا تحمي الإنسان من تحويل الفن إلى وثنٍ جديد.
فالتصوير في ذاته ليس محرّمًا، بل هو وسيلة تُحكم بحسب المقاصد والنتائج.
وبهذا يجمع الكتاب بين الأصالة الفقهية والاجتهاد المعاصر في معالجة قضيةٍ من أكثر المسائل ارتباطًا بالعصر الحديث والإبداع الإنساني .