الإسلام والغرب عند أبي الحسن الندوي

أضيف بتاريخ 07/06/2020
مكتبة نرجس للكتب المصورة


 

 
‎‫📕اسم الكتاب: الإسلام والغرب عند أبي الحسن الندوي‬
‎‫👤 المؤلف : محمود كيشانه‬
‎‫*تلخيص : @7usain_algasrah*.‬
‎‫📇 الناشر: العتبة العباسية المقدسة‬

 

‎‫*❔حول ماذا يدور الكتاب*‬
‎‫في هذا الكتاب يسعى الباحث د. محمود كيشانه الى ابراز مشروع الندوي المعرفي في نقد الغرب، وينقسم الكتاب الى سبعة فصول تتناول أسس حضارة الغرب المعرفية وموقف المسلمين منها، وتاريخ الصراع بين الإسلام والغرب، وابراز الحلول لحالة التغريب في البلاد الإسلامية ، ومحاولة استشراف مستقبل العلاقة بين  الإسلام والغرب.‬

‎‫عدد الصفحات : 248‬

 

‎‫لا يخفى البعد الديني الذي كان ينطلق منه الندوي في نقده لمركزية الغرب وحضارته القائمة على فلسفة مادية صرفة، والذي في مقابله صار الآخر تابعاَ له.‬
‎‫إن المتأمل في كتب الندوي التي خصصها للحديث عن اشكالية الحضارة الغربية يستطيع أن يجد بسهولة تحليلا دقيقا لهذه الحضارة بما تحمله من اشكاليات جمة، مبينا بوضوح قدرة الأمة الإسلامية على مواجهتها.‬
‎‫تناول الكتاب بشكل عام عدة محاور، كان أبرزها طبيعة الحضارة الغربية المادية وتطورها التاريخي، وانها ليست وليدة القرون المتأخرة التي تلت قرون الظلام في أوروبا، أو أنها حديثة كما توهم البعض، بل يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. ويرى بأن الحضارة الغربية سليلة الحضارات اليونانية والرومانية، فقد خلفتهما في تراثهما السياسي والعقلي والمدني.‬
‎‫كذلك بين الخصائص التي تختص بها كلتا الحضارتين وان هناك قواسم مشتركة بينهما، فيما يخص الإيمان بالحسيات، الغلو في الاعتداد بالحياة والشك في الدين، والاعتزاز بالقومية والتعصب لها والنزعة الوطنية (التي كانت مجحفة لا ترى وجودا لجنس آخر غير الأثيني- اليوناني)، وتميزت الحضارة الرومانية على اليونانية بالاعتداد بالقوة وحب السيطرة، ومن ثم فإن النظرة المادية وحب السيطرة على البشرية كانتا صفتان أورثتهما الحضارة الرومانية للحضارة الغربية المعاصرة.‬
‎‫كان يرى الندوي أن لكل من المسيحية واليهودية دورا واضحا  في توجيه المدنية ومصير الانسانية، ورأى بأن الأخيرة سيطرت في العهد الأخير على هذه الحضارة وذلك راجعا لأسباب تختص بها اليهودية : خصائص النسل والدم، التعليم والتربية، الغايات السياسية، المشاريع القومية (ففي الفلسفة والفكر فرويد يهودي، وكارل ماركس يهودي، والاقتصاد والماركات العالمية تحت سيطرة اليهود، وفي السياسة هينري كيسينجر(وزير سابق لوزارة الخارجية الأمريكية) ومن نالنماذج الكثيرة التي يصعب حصرها.‬
‎‫كذلك تعرض لموقف المسلمين من الغرب وحضارته فيما يخص الدول والحكومات الإسلامية سياسيا وبأنه كان يسير في كنف السمع والطاعة، وهذا ما أدى الى نوع من الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية. وعلى مستوى الرعية (المسلمين) كان هناك 3 مسارات :* موقف سلبي*: لايسمح بدخول علم من العلوم ولا ينتفع بتجارب الغرب في مجالات الكيمياء والطبيعة والرياضيات، ولا يستورد شيئا من الآلات والصنائع والأجهزة. مبينا خطورة هذا الموقف بأن البلاد الأكثر عزلة هي الأكثر وقوعا في براثن الدول الأكثر حضارة.‬
‎‫موقف الاستسلام : موقف التقليد والخضوع الكامل، وأسماه بموقف التقدمية والتغريب، ونقد هذا الموقف بشدة، معبرا عنه بأنه تغريب الأقطار، ونزع هويتها، وغزو فكري نرتضيه لأنفسنا بزعم مواكبة التطور والتقدم. وبرز هذا الموقف لدى العلمانيين أمثال طه حسين وغيره من الحداثيين.‬
‎‫ثم تناول مظاهر وأسباب العداء بين الشرق والغرب ونتائجه، وسياسة الاستشراق الخبيثة، فبين أن أهم اسباب العداء تتمثل في *الاختلاف في الجوهر*، فالحضارة الاسلامية جوهرها البحث عن كيفية بناء الإنسان، بينما جوهر الحضارة الغربية البحث عن كيفية بناء عالم الإنسان. *الاختلاف في العقيدة* : لم يقصد الندوي بذلك السبب العقيدة نفسها، بل قصد المتعصبين الذين ينظرون بعين التعصب لدينهم، إنها العقيدة التي يتظاهر الغرب المسيحي بأنه تركها، لكنه يظهرها في كل فعل من أفعاله ضد الشرق الإسلامي.واجلى مظاهر هذا التعصب الغربي في الشرق كان : الاستشراق والتبشير والغزو الفكري. (سبق أن لخصنا كتابا لمصطفى السباعي بعنوان : الاستشراق والمستشرقون مالهم وماعليهم).‬
‎‫الاختلاف في المنهج والغاية‬
‎‫عبر عنها بالطريقة التي قامت عليه الحضارة الغربية والتي تتمثل بالمنفعة أو المصلحة، فقد أعادت المبدأ المبني على أن الإنسان مقياس كل شيء، ومن ثم أصبح مبدؤها الانسان الغربي مقياس كل شيء !!، فكان يشع أنانية وحبا للذات. وأحد أبرز الأمثلة المعاصرة تي تجسد هذا المبدأ : هو أنك تجد القضايا ان مست المصالح الأمريكية أو الغربية بسوء فإن لها موقفا يتماشى مع هذه المصلحة، فالمبدأ المصلحة والمنفعة لا مبدأ العدل والحق والخير.‬
‎‫وفي *تاريخية وأدوات الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية* استشهد بمثال *حركة التغريب التركية* التي وصفها بأنها أول لقاء على مستوى الغزو الفكري بين الشرق والغرب الأوروبي على المستوى الصناعي والعلمي والثقافي. وقف الندوي كثيرا عند أحد أعلام دعاة التغريب وهو *ضياء كوك* الذي كانت فلسفته تقوم على أن الحضارة الغربية امتداد للحضارة القديمة التي ساهم الأتراك في ظنه في تكوينها وتأسيسها وقد اشتهر ضياء كوك بلقب أبي القومية التركية، والتي طبقت بعد وفاته من قبل مصطفى كمال أتاتورك.‬
‎‫وبين الندوي بأن المفكرون الاتراك وقعوا في فخ كبير عندماحاولوا نقل بعض افكارهم  للناس، للاقتراب من الحضارة الغربية، ومن ثم التحكم فيها والامساك بقيادتها. حيث آلت تركيا بعدها الى مجرد تابع للغرب. وان تأثير ذلك لم يكن على مستوى السلطة التركية بل امتد ذلك للشعب التركي نفسه.‬
‎‫كذلك صك الندوي مصطلحا جديدا أطلق عليه اسم *التدجيل* وقصد به حركات التمويه والخداع التي تتبعها الحضارة الغربية في تعاملها مع الشرق، فقد مارست التلبيس على الناس وسمت الأشياء بغير أسمائها ولعله كان يقصد مفاهيم من قبيل " الجمهورية ، والاشتراكية، والحرية، والتعددية، وحقوق  الانسان وغيرها " فكانت عنده بمثابة شعارات تحاول ان تحل محل الاسلام.‬
‎‫ثم انتهى بتصور لمخطط العلاقة بين الاسلام والغرب.‬

 


الإسلام والغرب عند أبي الحسن الندوي