قواعد المرام في علم الكلام

أضيف بتاريخ 12/31/2019
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: قواعد المرام في علم الكلام
تأليف: العلامة كمال الدين ميثم البحراني
تحقيق: السيد احمد الحسيني
باهتمام: السيد محمود المرعشي
الناشر: منشورات مكتبة اية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: الثانية
عدد الصفحات: 200
الحجم: 7.6 M
 

📘 ملخص كتاب: قواعد المرام في علم الكلام

المؤلف: العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (ت 679هـ)
تحقيق: السيد أحمد الحسيني
باهتمام: السيد محمود المرعشي
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي – قم المقدسة
الطبعة: الثانية (1404هـ)
عدد الصفحات: 200 صفحة


مقدمة عن الكتاب

هذا الكتاب من أمهات المتون الكلامية الإمامية في القرن السابع الهجري، ألّفه الفيلسوف المتكلم البحراني كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، أحد أعلام مدرسة الحكمة والكلام في البحرين والعراق، ومن أبرز شُرّاح نهج البلاغة.
وقد جمع فيه خلاصة علم الكلام الإمامي بأسلوبٍ تحليليٍّ منطقيٍّ، فصار مرجعًا معتمدًا لطلاب الحوزة ودارسي علم الكلام في مراحله الأولى.

في الصفحة الرابعة من النسخة المحققة (صورة واضحة من المقدمة)، يورد المحقق عبارة افتتاحية تقول:

«اتفق علماء الإسلام على وجوب كسب المعارف الاعتقادية على كل مسلم، بالعقل والبرهان، لا بالتقليد.»
وهي خلاصة لمبدأ أساسي في الفكر الإمامي: وجوب المعرفة العقلية بالله وصفاته ورسله.


🏛️ بنية الكتاب ومحتواه

يتكوّن الكتاب من مقدمةٍ وثلاث قواعدٍ رئيسية، تليها مباحث فرعية في كلٍّ من أصول الدين.
وكل قاعدة هي بمثابة بابٍ مستقلٍّ في العقيدة:

  1. القاعدة الأولى: في أصول العلم والمعرفة الإلهية.

  2. القاعدة الثانية: في علم أصول الدين ومسائل التوحيد والعدل.

  3. القاعدة الثالثة: في الإمامة والنبوة والمعاد.


🌿 القاعدة الأولى: في المعرفة وأدواتها

يتحدث المؤلف عن ضرورة النظر العقلي وترك التقليد في أصول الدين، فيقول:

«إن معرفة الله لا تنال بالتقليد، لأن المقلِّد لا يأمن أن يقلد من هو على باطل.»

ويشرح أقسام المعرفة:

  • الضرورية: التي تحصل من الحسّ والمشاهدة.

  • النظرية: التي تُكتسب من البرهان والدليل.

ثم يبيّن أن أصل التوحيد يجب أن يُبنى على هذا النظر العقلي.
وفي الصفحة الخامسة من النسخة المصوّرة، يورد عبارةً دقيقة في منهجه التحليلي:

«ولمّا كان علم الكلام يبحث عن الموجودات من حيث إنها تدل على الصانع، كان أشرف العلوم لأنه يؤدي إلى معرفة المبدأ الأول.»


القاعدة الثانية: في التوحيد والعدل

وهي أوسع قواعد الكتاب وأكثرها تفصيلًا، وتقع بين الصفحات (9–15).
يتناول فيها المؤلف القضايا التالية:

🔹 1. إثبات واجب الوجود

يستدل بالعقل على أن لكلّ حادثٍ سببًا، وأن سلسلة العلل تنتهي إلى موجودٍ واجبٍ لذاته لا يفتقر إلى غيره.
ويقول:

«لو لم يكن للعالم مبدأ واجب، لزم التسلسل، وهو محال، فثبت أن له مبدأ واجباً غنياً بذاته.»

🔹 2. صفات الله تعالى

يفصّل بين الصفات الذاتية (كالعلم والقدرة والحياة) والفعليّة (كالخلق والرزق)، مبينًا أن الصفات ليست زائدة على الذات بل هي عين الذات عند التحقيق، وهو مذهب أهل البيت (ع).

🔹 3. نفي التشبيه والتجسيم

يردّ المؤلف على المجسّمة بقوله:

«كل ما كان جسماً فهو حادث، وكل حادثٍ محتاج، والله منزّه عن الحاجة، فتعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً.»

🔹 4. مبحث العدل الإلهي

يقرر مبدأ العدل العقلي، مستشهداً بقول الإمام علي (ع):

«إن الله لا يُظلم عباده، ولكن الناس أنفسهم يظلمون.»

ويرى أن التكليف الإلهي لا يكون إلا في حدود الطاقة البشرية، فيربط العدل بالحكمة.


🌺 القاعدة الثالثة: في النبوة والإمامة والمعاد

🔹 1. في النبوة

يبيّن أن إرسال الأنبياء ضرورة عقلية لاستكمال الإنسان، لأن العقل وحده لا يحيط بجميع المصالح والمفاسد.
ويقول:

«لما كان الإنسان لا يدرك بعقله جميع ما يحتاج إليه في سعادته، اقتضت الحكمة الإلهية أن يبعث الرسل هداةً للعقول.»

ويستدل بمعجزات النبي (ص) على صدقه، ويرى أن القرآن معجزٌ في ذاته لفظاً ومعنىً.

🔹 2. في الإمامة

يعدّ هذا القسم من أوائل ما كتب في التنظير العقلي للإمامة، إذ يقول البحراني:

«الإمامة لطفٌ من الله تعالى لإقامة الدين وحراسة الشرع، فلابد أن تكون بالنصّ لا بالاختيار، إذ لا يؤمَن من الاختيار الخطأ والهوى.»

ويستدلّ بآياتٍ عدة منها:

﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾،
ليؤكد أن الإمامة منصبٌ إلهيٌّ محض.

🔹 3. في المعاد

يختم المؤلف بالبحث في المعاد الجسماني والروحاني، مثبتًا إمكان البعث بالبرهان العقلي، رادًّا على منكريه.
ويقول:

«من قدر على الإيجاد من العدم، لا يعجز عن الإعادة بعد الفناء.»


🧭 منهج المؤلف العلمي

  • يجمع بين المنهج البرهاني الفلسفي والمنهج النقلي القرآني.

  • يعتمد تقسيمات دقيقة على الطريقة المشّائية (الأرسطية) كما يظهر في ترتيبه للعلل والمعلولات.

  • يستشهد بأقوال الإمام علي (ع) وأهل البيت (ع) بوصفهم أئمة العقل والإيمان.

وقد صرّح المحقق السيد أحمد الحسيني في مقدمته (ص 6) قائلاً:

«إن هذا الكتاب يمتاز عن سائر كتب الكلام في تركيزه على البراهين العقلية دون الإغراق في الجدل، مما يجعله أقرب إلى الفلسفة منه إلى المناظرة.»


📖 مكانته العلمية وتأثيره

  • يعدّ من أهم المؤلفات الكلامية الإمامية في القرن السابع الهجري،

  • وكان أصلاً اعتمد عليه العلّامة الحلّي في صياغة آرائه الكلامية لاحقًا.

  • وتُدرّس فصوله اليوم ضمن مقررات علم الكلام المتوسط في الحوزات العلمية.

وقد امتاز المؤلف بأسلوبٍ معتدلٍ جامعٍ بين البرهان والنصّ، فصار كتابه جسراً بين مدرستَي العقل والنقل.


💎 خلاصة الخلاصة

إن كتاب «قواعد المرام في علم الكلام» هو مرجعٌ كلاسيكيٌّ في العقيدة الإمامية، جمع بين العمق الفلسفي والوضوح التربوي، وبيّن كيف يمكن للعقل أن يكون خادماً للوحي لا خصماً له.

«إن معرفة الله أشرف المعارف، لأنها معرفة المبدأ والمصير، وكل علمٍ سواها خادمٌ لها أو متفرعٌ عنها.» — ميثم البحراني



qwaid-almram qwaid-almram