كتاب: ديوان أشعار التشيع إلى القرن الثالث
جمعه وحققه وقدم له: الطيب العشاش
الناشر: دار الغرب الاسلامي
الطبعة: الاولى
عدد الصفحات: 478
الحجم: 7.7 MB
بسم الله الرحمان الرحيم، من بيده مقاليد البيان، وأفاض على عباده نعمة البيان، والصلاة والسلام على خير ولد عدنان، محمد وآله الطيبين الطاهرين، الذين أحيوا معالم القرآن، وبذلوا الأرواح في سبيل الإيمان.
📘 كتاب: ديوان أشعار التشيّع إلى القرن الثالث
جمع وتحقيق وتقديم: الطيّب العشّاش
الناشر: دار الغرب الإسلامي
الطبعة: الأولى
عدد الصفحات: 478
الحجم: 7.7 MB تقريبًا
✨ تمهيد تعريفي:
هذا الديوان، كما يشير اسمه، ليس مجرّدَ كتابٍ في الشعر، بل هو مرآة تاريخية، وروح وجدانية، وسجلّ ولائي حيّ، وثّق فيه مؤلفه أشعار القلوب التي خفقت بولاء أهل البيت (عليهم السلام)، والتي صدحت في عصور الظلم والجور، تعلن التشيّع عقيدةً، وموقفًا، ودمعةً، وسيفًا، من فجر الإسلام حتى نهاية القرن الثالث للهجرة.
🪔 فكرة الكتاب ومجاله:
جمع المؤلف في هذا العمل الفريد كل ما أمكنه من الأشعار الشيعية التي قيلت في حبّ آل محمد (صلوات الله عليهم)، وفي الدفاع عن حقهم، ورثاء شهدائهم، والثناء على مناقبهم، مع نقدٍ لاذع لظالميهم، من الصحابة أو التابعين أو الشعراء المتأخرين إلى حدود القرن الثالث الهجري، وهي مرحلة التأسيس الصعب للتشيع في وسطٍ تغلب عليه السلطتان: السياسية والأموية/العباسية.
📚 محتوى الكتاب العام:
ينقسم الكتاب على نحوٍ غير رسمي إلى جملةٍ من المحاور الرئيسة:
-
مقدمات منهجية وأدبية:
-
تعريف بالتشيّع لغةً واصطلاحًا.
-
نشأة الشعر الشيعي ودوافعه.
-
أثر الواقعة الحسينية في بلورة الشعر الولائي.
-
حضور التشيّع في الشعر السياسي والاجتماعي.
-
-
أقسام الشعراء بحسب الفترات:
-
شعراء صدر الإسلام (كعمار بن ياسر، وأبي ذر، وسلمان المحمدي).
-
شعراء العهد الأموي (كميسون، والفرزدق، والكميت).
-
شعراء العصر العباسي الأول (دعبل الخزاعي، والسيد الحميري، وغيرهم).
-
-
مختارات من القصائد مع شروح وتعليقات:
-
كل قصيدة أُتبعت بملاحظات نقدية وتاريخية توضح السياق السياسي أو الاجتماعي لورودها.
-
تُبيّن في كثير من المواضع درجة «تشيّع» الشاعر، أو تحولاته العقائدية (كحال السيد الحميري من الكيسانية إلى الإمامية).
-
🔍 ميزات الكتاب:
-
توثيق علمي وتحقيق دقيق للنصوص، مع الإحالة إلى المصادر الأصلية.
-
رصد تحليلي لملامح الشعر الولائي في مراحله الأولى: من الرثاء إلى الثورة.
-
كشف لأسماء شعراء مغمورين لم تُسلّط عليهم الأضواء في المصادر الأدبية التقليدية.
-
عنايةٌ باللغويات والأساليب البلاغية التي تميز بها شعراء التشيّع.
🌹 أمثلة من شعرائه البارزين:
-
الفرزدق: الذي مدح الإمام زين العابدين (عليه السلام) بقصيدته المشهورة في مجلس هشام بن عبد الملك، ومطلعها:
هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتَهُ ... والبيتُ يعرفهُ والحلُّ والحرمُ
-
الكميت الأسدي: صاحب «الهاشميات»، وهي من أنفس ما قيل في أهل البيت (عليهم السلام)، ومن أبياته الخالدة:
ألا هل أتى زيدًا بأن ابن فاطمٍ ... غدًا بين قَتْلٍ أو أسيرٍ مُقيّدِ
-
دعبل الخزاعي: صاحب التائية الشهيرة، التي بكى لها الإمام الرضا (عليه السلام):
مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوةٍ ... ومنزلُ وحيٍ مقفر العرصاتِ
💡 الفائدة من الكتاب:
هذا الديوان كنزٌ ولائي وأدبي، يفتح نافذة على هموم الشيعة في عصر الكتمان، ويُظهر كيف كان الشعر لسان العقيدة وسلاح الموقف، لا سيّما حين مُنع الخطباء والوعاظ من ذكر فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، فكانت الأبيات تنوب عن المنابر، وتُتداول خفيةً لتغذي روح الولاء.
🔚 خاتمة:
ما أجمل أن يجمع العالِم بين التحقيق العلمي والغيرة الولائية كما فعل الطيب العشاش في هذا السفر النفيس، فقد أنقذ أدبًا مهجورًا من الضياع، وأحياه بعين الباحث وبقلب المحبّ.
فليُقرأ هذا الديوان لا كأثر أدبي فقط، بل كـوثيقة ناطقة بتاريخ الولاء، وصوت من الماضي يهتف: حبُّ عليٍّ وولاؤه، ميراث النبوة ونبض التشيّع.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم قلبًا لا يهوى إلا محمّدًا وآل محمد، ولسانًا لا ينطق إلا بفضلهم، ودربًا لا يُسلَك إلا بهداهم.
ولا تنسونا من صالح دعائكم يا كرام.
ديوان أشعار التشيّع إلى القرن الثالث-التاسع - الطيّب العشّاش