كتاب: التنبيهات العلية على وظائف الصلاة القلبية
تأليف: الشهيد الثاني زين الدين بن علي الجبعي العاملي
تحقيق: صفاء الدين البصري
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: الاولى 1431هـ
عدد الصفحات: 217
الحجم: 6.0 MB
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، صلاةً تزكّي بها الأرواح وتطهّر بها القلوب، وتجعل بها الصلاة معراجًا للمحبين، وميزانًا لأهل اليقين، وربيعًا للذاكرين الواصلين.
📘 التنبيهات العليّة على وظائف الصلاة القلبيّة
تأليف: شيخ الشهداء، العلّامة زين الدين بن علي الجُبَعي العاملي (الشهيد الثاني، ت 966هـ)
تحقيق: صفاء الدين البصري
الناشر: مجمع البحوث الإسلامية
الطبعة: الأولى، 1431هـ
عدد الصفحات: 217
🧭 موضوع الكتاب وغايته:
التنبيهات العليّة هو من الكتب النفيسة التي أودعها الشهيد الثاني (قدس سره) خلاصة تجربته الروحية في ميدان الصلاة كأداة تهذيب وتوحيد وقرب. وهو ليس كتابًا في فقه الصلاة الظاهري، وإنما في فقهها الباطني، أي: ما يتعلّق بأحوال القلب وواجباته أثناء الصلاة.
الغاية من الكتاب:
-
الإرشاد إلى المعاني القلبية والروحية للصلاة، وما ينبغي للمصلّي أن يستحضره ويعيشه.
-
بيان الوظائف الباطنية والقصدية، من قبيل الخشوع، والتذلل، وحضور القلب، والتوجّه لله.
-
معالجة آفات الغفلة، والرياء، والسرحان، والتعوّد الآلي في العبادة.
-
السير بالمصلّي من صورة الصلاة إلى حقيقتها النورانية.
📚 محتوى الكتاب:
جاء الكتاب في مقدمة وستة تنبيهات رئيسة، تدرّج فيها المصنّف (قده) من مبادئ النية إلى ذروة الخضوع والخشوع، وهي مرتبة "الصلاة القلبية".
🔸 المقدمة:
-
تمهيد حول مكانة الصلاة في الإسلام، ومقامها في تزكية النفس.
-
استعراض لبعض الروايات الشريفة، كقول النبي (ص):
«الصلاة معراج المؤمن».
-
التنبيه على أن أكثر الناس يؤدّون الصلاة ولكن دون روح، ويُحرَمون من ثمرتها.
🔹 التنبيه الأول: في النية ومعناها الباطني
-
النية ليست تلفظًا، بل توجّه صادق وانبعاث من القلب.
-
ينبغي أن تكون النية خالصة لله، خالية من الرياء والعادة.
-
مناقشة درجات النية بين الخوف، والرجاء، والمحبة.
🔹 التنبيه الثاني: في حضور القلب
-
وجوب الانتباه إلى كل لفظ وفعل في الصلاة.
-
بيان مراتب الحضور: حضور الجسد، حضور القلب، حضور الروح.
-
أثر الشيطان والخواطر في سلب الحضور، وكيفية مجاهدته.
🔹 التنبيه الثالث: في تعظيم الموقف
-
التأكيد على أن المصلي واقف بين يدي الله عز وجل.
-
تفعيل معنى الوقوف بين يدي ملك الملوك، وأثره في الخشوع.
-
استحضار عظمة الله، وتفاهة النفس، ومحاسبة الحال.
🔹 التنبيه الرابع: في التفكر بمعاني الأذكار
-
شرح موجز للفظ "الله أكبر"، و"الحمد لله"، و"إياك نعبد…"
-
التأمل في معاني الركوع والسجود والقيام.
-
أن الذكر إن لم يُفهم، تحوّل إلى صوت لا حياة فيه.
🔹 التنبيه الخامس: في دفع الموانع
-
معالجة الغفلة، الرياء، العُجب، الكِبر.
-
استنقاذ القلب من الاشتغال بغير الله أثناء الصلاة.
-
بيان خطورة الصلاة الجوفاء على النفس والروح.
🔹 التنبيه السادس: في ثمرة الصلاة القلبية
-
الصلاة الكاملة تنهى عن الفحشاء والمنكر لأنها تغيّر الإنسان من الداخل.
-
تكون الصلاة القلبية سببًا للنور والبصيرة والسداد.
-
آثارها في الحياة اليومية، والسلوك الأخلاقي.
✨ مميزات الكتاب:
-
أسلوبه تربوي، روحي، صوفي على مشرب الإمامية، جامع بين الفقه والعرفان.
-
يعتمد على الروايات الشريفة، خصوصًا عن أمير المؤمنين والإمام السجاد (ع).
-
مبسّط وعميق، يربّي القارئ دون أن يثقل عليه.
-
يُظهر عمق البصيرة الروحية للشهيد الثاني، إلى جانب مكانته الفقهية والأصولية.
🎯 الفئة المستفيدة:
-
السالكون إلى الله، وطلاب السير والسلوك.
-
المبلغون الذين يعالجون ظاهرة الصلاة بلا روح.
-
المهتمون بالتزكية الذاتية والتربية الإيمانية.
-
كل مؤمن يسعى إلى أن يجعل صلاته صلةً لا عادة.
🖋️ خاتمة:
التنبيهات العلية هو نداء من قلبٍ عرف الله إلى قلوبٍ تشتاق أن تعرفه، ودعوة إلى أن نترك "جسد الصلاة" لنلج "روحها"، وأن نجعل من كل ركعة محراب حب، ومن كل سجدة ميثاق قرب.
وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام):
«إذا استقبلت القبلة فإنس الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه، واستقبل الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
فهنيئًا لمن قرأ هذا الكتاب لا بعينه فقط، بل بقلبه، وسعى لأن تكون صلاته حاضرة، ناهية، باعثة على النور، كصلاة أولياء الله الصادقين.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.

