كتاب: المقنع في الغيبة
تأليف: السيد الشريف المرتضى ابي القاسم علي بن الحسين الموسوي
تحقيق: السيد محمد علي الحكيم
الناشر: مؤسسة ال البيت عليهم السلام لاحياء التراث
الطبعة: الاولى 1998م
عدد الصفحات: 96
الحجم: 3.8 MB
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، الذين بهم عُرف الحق، وبهم يُهتدى في غياهب الحيرة والشك، سيّما بقية الله في أرضه، الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه الشريف)، غائبُ الدهر، وموعودُ الوعد، ووارث العدل الإلهي في آخر الزمان.
📘 المُقنِع في الغَيبة
تأليف: السيّد الشريف المرتضى، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي (355–436هـ)
تحقيق: السيد محمد علي الحكيم
الناشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث
الطبعة: الأولى، 1998م
عدد الصفحات: 96
🧭 موضوع الكتاب وغايته:
هذا الكتاب الصغير حجمًا، العظيم مضمونًا، هو دراسة كلامية عقلية روائية حول قضية غيبة الإمام المهدي (عليه السلام)، ألّفه السيد الشريف المرتضى (رضوان الله عليه)، وهو من أعاظم علماء الكلام الإمامي، وتلميذ الشيخ المفيد، وأستاذ الشيخ الطوسي.
الغاية من الكتاب هي:
-
إثبات غيبة الإمام الثاني عشر (عجّل الله فرجه) بالدليل العقلي والنقلي.
-
الردّ على شبهات المخالفين حول طول الغيبة، إمكانها، فائدتها.
-
تقوية اليقين بالإمامة والانتظار، في مقابل محاولات التشكيك التي سادت في بعض عصور الغيبة الكبرى.
📚 محتوى الكتاب:
جاء هذا السفر العلمي مركزًا في مباحثه، ودقيقًا في ترتيب حججه، ويمكن تلخيص محاوره على النحو الآتي:
🔹 الفصل الأول: ضرورة وجود الإمام في كل زمان
-
أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه، لقوله (ع): «لو لم يبقَ في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة».
-
البرهنة العقلية على لزوم وجود إمام معصوم، لطفًا من الله، وهداية لعباده.
-
بيان أن الغيبة لا تنفي وجود الإمام، بل هي ظرف عارض لمصلحة.
🔹 الفصل الثاني: الرد على من أنكر الغيبة
-
تفنيد شبهة: "لماذا لم يظهر؟"
-
الجواب: لوجود الخوف والفتنة والظلم، كما في غيبة موسى ويوسف (عليهما السلام).
-
الاستشهاد بالقرآن الكريم:
-
قصة أصحاب الكهف.
-
غيبة نبي الله موسى أربعين ليلة.
-
قول الله: ﴿وما يعلم جنود ربك إلا هو﴾.
-
🔹 الفصل الثالث: إمكان طول العمر
-
الرد على من قال: "كيف يعيش المهدي هذا العمر الطويل؟"
-
الأدلة العقلية والعلمية على إمكانية طول العمر.
-
أمثلة من التاريخ:
-
الخضر (ع)،
-
نوح (ع)،
-
الدجال بحسب بعض روايات العامة.
-
-
قاعدة: "ما جاز في العادة لبعض الخلق، جاز في العادة لغيره إذا شاء الله".
🔹 الفصل الرابع: الحكمة من الغيبة
-
الابتلاء والامتحان الإلهي للعباد.
-
التمحيص، واصطفاء أنصار الإمام قبل ظهوره.
-
حفظ الإمام من القتل، حتى يظهر بأمر الله ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا.
🔹 الفصل الخامس: فوائد وجود الإمام في الغيبة
-
الهداية الباطنة، والإلهام، والرعاية غير المباشرة.
-
حفظ الدين من الانحراف الكلي.
-
تسديد العلماء الربانيين في عصر الغيبة الكبرى.
-
انتظار الفرج عبادة، ووسيلة لتزكية النفوس.
✨ خصائص الكتاب:
-
أسلوب عقلاني محكم، يظهر تمكّن السيد المرتضى من علم الكلام.
-
اختصار غير مخلّ، يقدّم خلاصة العقيدة في الغيبة بوضوح وبلا تعقيد.
-
توازن بين الدليل العقلي والنقلي.
-
الكتاب يُعدّ نموذجًا مبكرًا في الفكر الكلامي الدفاعي عن الغيبة الكبرى.
🎯 الفئة المستفيدة:
-
طلاب علم الكلام والعقائد.
-
الخطباء والمبلغون في قضايا الإمام المهدي (عج).
-
الشباب الباحثون عن إجابات عقلية حول الغيبة.
-
من يُريد تقوية يقينه بالإمام الغائب بعيدًا عن الرواية وحدها.
🖋️ خاتمة:
المقنع في الغيبة هو بيان هادئ عقلاني من مدرسة آل محمد (عليهم السلام)، صيغ بقلم من حمل لواء الكلام في عصره، ليردّ به تشكيك الجاحدين، ويقنع به المنصفين، ويُعلي من شأن الحجة الغائب.
وهو صدى لقول أمير المؤمنين (عليه السلام):
«فهو غائب ينتظر الإذن من الله في الظهور، فإذا ظهر، ملأ الأرض عدلًا كما مُلئت ظلمًا».
رحم الله السيد المرتضى، فقد دافع عن الغائب نيابةً عن شيعته، وأقام الحجّة بلسان البرهان، حتى قال العقل: صدقتَ، وقال القلب: آمنا.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.