كتاب: المعاد الجسماني
تأليف: شاكر عطية الساعدي
الناشر: منشورات المركز العالمي للدراسات الاسلامية
الطبعة: الاولى 1425هـ
عدد الصفحات: 285
الحجم: 1.7 MB
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، حملة مشاعل التوحيد، وهادوا البشرية إلى المعاد والميعاد، القائلين بالحق، والمبشّرين بالحساب بعد الممات، والناطقين بما في الكتاب.
📘 المعاد الجسماني
تأليف: الشيخ شاكر عطية الساعدي
الناشر: منشورات المركز العالمي للدراسات الإسلامية – قم
الطبعة: الأولى، 1425هـ
عدد الصفحات: 285
🧭 فكرة الكتاب وغايته:
يتناول هذا الكتاب أحد أعقد المباحث الكلامية والفلسفية والعقائدية، وهو مسألة "المعاد الجسماني"، أي: هل يعود الإنسان في الآخرة بجسده الحقيقي، أم أن المعاد روحاني فقط؟
وهذا الموضوع طالما كان محلّ جدل بين المدارس الإسلامية، بل حتى داخل المدرسة الإمامية، بين فلاسفة ومتكلمين وأخباريين، فجاء المؤلف ليقدّم دراسة استدلالية تحليليّة جامعة في ضوء النصوص القرآنية والروايات، مع إسهام عقلي برهاني.
📚 محتوى الكتاب:
يشتمل الكتاب على تمهيد وخمسة فصول رئيسية، جاءت على النحو التالي:
🔹 التمهيد:
-
تعريف المعاد، وأنواعه: المعاد الطبيعي، النفسي، الجسماني.
-
الفرق بين المعاد في الفكر الديني والمعاد في الفلسفة الروحية.
-
تأكيد أن المعاد أحد أصول الدين الخمسة عند الإمامية، وأن إنكاره يوجب الخروج عن الملة.
🔸 الفصل الأول: المعاد في القرآن الكريم
-
استعراض الآيات الكريمة التي تدل على عودة الأجساد يوم القيامة.
-
تحليل لفظي ودلالي لبعض المفردات مثل: البعث، النشور، الحشر، الجسد، القبور.
-
رد الشبهات المثارة حول المجاز أو التأويل في تلك الآيات.
كقوله تعالى: ﴿قال من يحيي العظام وهي رميم﴾، وقوله: ﴿كما بدأكم تعودون﴾، ﴿وإذا القبور بُعثرت﴾.
🔸 الفصل الثاني: المعاد في الروايات الشريفة
-
عرض عشرات الأحاديث عن النبي (ص) والأئمة (عليهم السلام) في إثبات المعاد الجسماني.
-
بيان أن المعاد الجسماني من ضروريات المذهب، كما صرّح بذلك السيد المرتضى والعلامة الحلي.
-
الروايات في وصف القبر، الرجعة، النفخ في الصور، والبعث من القبور.
🔸 الفصل الثالث: الرؤية الفلسفية والكلامية للمعاد
-
عرض آراء الفلاسفة الإسلاميين كـ ابن سينا، صدر المتألهين، العلامة الطباطبائي.
-
تبيين الموقف العقلي من المعاد:
-
هل يمكن عقلاً أن تعود الأجساد؟
-
ما معنى "هوية البدن" مع مرور الزمن؟
-
-
تحليل فلسفة الاتحاد بين النفس والبدن.
📌 موقف المؤلف: يحاول الجمع بين البرهان العقلي والنص الصريح، مع التزامه بتقديم المعاد الجسماني الحقيقي المادي.
🔸 الفصل الرابع: الشبهات وردودها
-
هل التناسخ لازم من القول بالمعاد؟
-
هل المعاد الجسماني منافٍ لعدالة الله؟
-
هل الماديّات تزول نهائيًا، أم تعود بكيفية جديدة؟
-
الرد على من زعم أن وصف الجنة والنار مادي هو للتقريب فقط.
🔸 الفصل الخامس: تحقيق في طبيعة الجسم المعاد
-
هل يعود نفس الجسد الدنيوي؟ أم جسد مثالي؟ أم تركيب منهما؟
-
رأي المشهور من علماء الإمامية بأن البدن يعود بعينه لا بمثاله، مع بيان كيفية ذلك.
-
عرض لكلام الشيخ الصدوق، والمفيد، والطوسي، والمحقق الحلي، وموقفهم من طبيعة الأجساد في النشأة الأخرى.
✨ مميزات الكتاب:
-
جمع بين النقل والعقل، فلم يكتفِ بإيراد النصوص، بل شرحها تحليليًا.
-
موسوعية في عرض الآراء، مع توثيقها من المصادر الشيعية القديمة والمعاصرة.
-
مناقشة دقيقة للشبهات الحديثة، خصوصًا تلك المتأثرة بالمادية والفكر الغربي.
-
الأسلوب الحوزوي الرصين، مما يجعله مناسبًا لطلبة العلوم الدينية والباحثين في العقيدة.
🖋️ خاتمة:
إن كتاب المعاد الجسماني للشيخ شاكر الساعدي هو سفرٌ عقائديّ متين، يعيد التذكير بأصلٍ جوهري من أصول المذهب، ويفتح أبواب الفهم لكيفية تحقق الوعد الإلهي بالبعث والنشور.
وما أحوجنا في هذا العصر إلى بعث هذه المفاهيم اليقينية في وجدان الأمة، ليُدرك الإنسان أن ما بعد الموت هو بدء الحقيقة لا نهايتها، وأن المعاد ليس فلسفة تجريدية، بل ميعاد حقٌّ وعد الله به وهو لا يُخلف الميعاد.
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
«من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج، والمسألة في القبر، وخلق الجنة والنار».
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.
ولا تنسونا من دعاء يُرجى به الحشر مع الذين لا يخافون في الله لومة لائم.