كتاب: الشيخ الأنصاري وتطور البحث الأصولي
جمع وتحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة
الطبعة: الأولى 1415هـ
عدد الصفحات: 160
الحجم: 6.8 MB
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، فقهاء الأمة وأعلام الدين، الذين رفعوا لواء العلم، وورّثوا الفقهاء الأعلام كنوز الاستنباط، سيّما الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري، قدّس سره، الذي أقام بنيان الفقه والأصول على أمتن دعائم التحقيق والتدقيق.
📘 الشيخ الأنصاري وتطوّر البحث الأصولي
جمع وتحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين – قم المقدسة
الطبعة: الأولى، 1415هـ
عدد الصفحات: 160
الحجم: 6.8 MB
🧭 فكرة الكتاب وغايته:
هذا الكتاب هو دراسة تحليلية وتوثيقية وافية تُعنى برصد الأثر العلمي العميق الذي تركه الشيخ الأعظم الأنصاري (ت 1281هـ) في تطوّر علم الأصول، لا سيّما في مرحلته العقلية المتقدمة.
وهو ثمرة جهود نخبة من المحققين الذين سعوا إلى إبراز معالم التجديد والتأسيس في المدرسة الأصولية الإمامية على يد الشيخ الأنصاري، من خلال تحليل منهجه، ومقارنة آرائه بمن سبقه، واستجلاء أثره فيمن لحقه.
📚 محتوى الكتاب:
يتوزع الكتاب على فصول منهجية، يمكن تلخيصها كما يلي:
🔹 1. ترجمة موجزة لحياة الشيخ الأنصاري:
-
ولادته ونشأته في مدينة دزفول، ثم انتقاله إلى النجف الأشرف.
-
أساتذته، كالسيد شريف العلماء والشيخ علي كاشف الغطاء.
-
تلامذته الكبار: كالشيخ حسن آل ياسين، والميرزا الشيرازي، وغيرهم.
-
تأكيد على زهادته، ورسوخ علمه، وأخلاقه العالية التي جعلته موضع ثقة الأمة.
🔹 2. الشيخ الأنصاري ومنهجه في علم الأصول:
-
اعتماد التحقيق العقلي المتين بدل الحفظ والتكرار.
-
رفضه التقليد في المسائل الأصولية، وبناؤه للمسألة من أساسها.
-
أعماله في تعميق مباحث:
-
القطع والظن والشك.
-
الأمارات والأصول العملية.
-
حجية الظواهر، وبحث التعارض والتزاحم.
-
وقد أعاد ترتيب كثير من أبواب الأصول، حتى صار يُقال: هو المؤسّس الثاني لهذا العلم بعد الشيخ الطوسي.
🔹 3. تحليل أبرز آرائه الأصولية:
-
القطع: أقسامه، حجيته، أثره الموضوعي والطريقي.
-
الاستصحاب: طرحه كأصل مستقل لا تابع، وتفصيله في أركانه الأربعة.
-
البراءة والاحتياط: تأصيل قاعدة قبح العقاب بلا بيان، والرد على المشهور.
-
التخيير: إعماله في الشبهات البدوية.
-
الظن: بناؤه في حجية خبر الواحد، ونقده للتعبد الظني.
📝 كل مسألة تُعرض مع بيان من سبقه فيها، وماذا أضاف هو، وما أثر ذلك في تلامذته.
🔹 4. أثره في تطور المدرسة الأصولية بعده:
-
كيف تبنّى تلامذته طريقته، وواصلوا البناء عليها.
-
ظهور مدرستين أصوليتين بعده:
-
مدرسة الميرزا الشيرازي والمقدّس الخراساني (الاصطلاحية التحليلية).
-
مدرسة النائيني والإصفهاني (الرياضية المنطقية).
-
-
بقي "الفرائد" (رسائله) منهجًا دراسيًا في الحوزات حتى اليوم.
✨ مميزات الكتاب:
-
تحقيق علمي دقيق، يستند إلى المخطوطات وأقوال الأعلام.
-
أسلوب حوزوي محكم، مناسب للمتقدمين والباحثين في الفقه والأصول.
-
دراسة تحليلية لا تقليدية، تربط بين النظرية والتاريخ العلمي.
-
مقارنة نقدية بين الشيخ ومن سبقه ولحقه، مما يثري الفهم الأصولي.
📌 أهمية الكتاب:
-
يُعتبر من أوثق الدراسات المعاصرة حول تطور الفكر الأصولي الإمامي.
-
يكشف أن علم الأصول عند الإمامية لم يكن تكرارًا، بل تطوّرًا مستمرًا.
-
يُصلح أن يكون مادةً في دراسات "تاريخ علم الأصول"، و"منهجية البحث الفقهي".
-
يُبرز الشيخ الأنصاري كحلقة مفصلية بين الفقه التقليدي والاجتهاد العلمي الجديد.
🖋️ خاتمة:
الشيخ الأنصاري وتطور البحث الأصولي هو وقفة وفاء علمية مع فقيهٍ عظّمه الخصوم قبل الأتباع، رفع راية العقل في محراب النقل، وأحيا علوم آل محمد بمنهجٍ اجتهادي أصيل.
قال عنه الميرزا الشيرازي:
«كلّ من جاء بعد الشيخ الأنصاري عيالٌ عليه في الفقه والأصول».
فجزى الله المحققين خيرًا على هذا السفر، وأبقى الشيخ الأنصاري نبراسًا لطالبي العلم، وحجة قائمة على أن الاجتهاد الإمامي لا يموت، بل يتجدد كلما أخلص العلماء النيّة، وشدّوا الرحال في طلب الحقيقة.
وصلى الله على محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.
ولا تنسونا من الدعاء عند مطالعة ما كتبه هذا الجبل الشامخ من علم.
الشیخ الأنصاري وتطور البحث الأصولي - (مؤسسة النشر الإسلامي)

