كتاب: جناية البخاري إنقاذ الدين من إمام المحدثين
تأليف: زكريا اوزون
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
الطبعة: الاولى 2004م
عدد الصفحات: 165
الحجم: 2.0 MB
 

بسم الله الحق المبين، الذي جعل الدين محفوظًا من كيد المبطلين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وآله الطاهرين، مصابيح الدجى وهداة العالمين، وبعد...

فما بين دفتي هذا الكتاب المعنون بـ:

📘 جناية البخاري: إنقاذ الدين من إمام المحدثين

✍️ تأليف: زكريا أوزون
🏛 الناشر: رياض الريّس للكتب والنشر
📆 الطبعة: الأولى، 2004م
📄 عدد الصفحات: 165

يقوم المؤلف بنقد جذري لكتاب "صحيح البخاري"، بوصفه أحد أبرز كتب الحديث عند أهل السنة، معتبراً أن جملة من الروايات المنسوبة للنبي (صلى الله عليه وآله) فيه، تشكّل إساءة إلى العقل، والذوق، والرسالة، بل وحتى إلى مقام النبوة ذاته.

---

🎯 موضوع الكتاب:

ينطلق المؤلف من أرضية فكرية نقدية ليقول: إن "صحيح البخاري"، رغم اعتباره عند أهل السنة "أصحّ كتاب بعد القرآن"، يحوي – بحسب زعمه – أحاديث تتعارض مع مقاصد الدين، والعقل، والكرامة الإنسانية، بل وبعضها يخالف القرآن نفسه.

---

🧱 أبرز محاور النقد في الكتاب:

🟡 1. نقد مبدأ "الصحة المطلقة":

• يرفض المؤلف مقولة: "أجمع العلماء على صحة ما في البخاري".

• يعتبرها تأليهًا غير مباشر للكتاب، واغتيالًا للعقل النقدي.

🔴 2. عرض أحاديث صادمة:

• يستعرض عشرات الأحاديث من البخاري، في:

  • صفات النبي (ص): أحاديث تتهمه بالغفلة أو سوء الخلق.

  • المرأة: أحاديث توصف بالتحقير والإساءة لكرامتها.

  • الغيبيات: أحاديث تتعلق بعذاب القبر، ومسائل ميتافيزيقية.

  • القضاء والقدر: الروايات التي تشوّش التوازن بين الإرادة الإلهية والاختيار البشري.

🔵 3. المنهج الحديثي عند البخاري:

• يناقش شرط "اللقاء بين الراوي والشيخ".

• يطعن في عدالة بعض الرواة، بل ويقدح في فهمهم للنصوص.

---

✨ ملاحظات منهجية (قراءة نقدية للمؤلف نفسه):

• ❖ الكتاب لا ينطلق من منهج مذهبي شيعي أو سني تقليدي، بل هو أقرب إلى المنهج العقلي التحرري المعاصر.

• ❖ النقد المعروض فيه لا يقتصر على صحيح البخاري، بل يشمل منهج التقديس العام للتراث الروائي.

• ❖ فيه بعض الحدة في التعبير، مما قد يُفهم على أنه تجريح أكثر من كونه بحثاً علميًا صرفًا.

---

📌 موقفنا كإمامية:

إننا – أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) – لا نقدّس صحيح البخاري ولا نعدّه مصدرًا شرعيًا، بل نراه مشتملاً على كثير من الروايات التي:

• تُخالف القرآن،

• وتعارض المعقول،

• وتناقض ما ثبت عن المعصومين (عليهم السلام) من سنن وهدي نبوي حقيقي.

وقد سبق علماؤنا، كالشيخ المفيد، والمرتضى، والصدوق، والعلامة المجلسي، إلى نقد كثير مما ورد في كتب الحديث العامة، بل أفردوا مؤلفات في كشف زيفها، ولكنهم فعلوا ذلك بمنهج علمي رصين، بعيد عن الإثارة والشخصنة.

---

🏁 الخاتمة:

كتاب جناية البخاري من جهة المحتوى يعكس موجة التنوير النقدي للتراث في الفكر العربي المعاصر، لكنه يبتعد أحيانًا عن المنهج العلمي المتزن الذي يراعي الإنصاف والضبط الحديثي واللغوي.

✦ فإن أردت – رزقك الله بصيرة في أمر دينك – الاطلاع على نقد علمائنا الإمامية للبخاري وكتابه من زاوية إمامية رصينة، أحلتك إلى:

• "حق اليقين" للمجلسي

• "الاحتجاج" للطبرسي

• أو إلى دراسة حديث الغدير و"حديث الإفك" في مصادرنا.