كتاب: شرح دعاء كميل
تأليف: السيد عبد الاعلى السبزواري
بسم الله الذي تنزّه عن مشابهة المخلوقين، وجعل الدعاء سلّم الواصلين، والصلاة والسلام على سيد الداعين والمناجين، محمد وآله الطاهرين، ومَن تبِع نهجهم في دروب الإنابة والخشوع.
✦ إليك – أيها الراغب في ريّ فؤاده من ينابيع المناجاة – ملخصًا لكتابٍ قلّ نظيره في شرحه لدعاء من أعظم أدعية الليل والبكاء، دعاء كميل بن زياد، بلسان أحد أعلام المدرسة الفقهية والعرفانية، وهو:
📘 شرح دعاء كميل
✍️ تأليف: السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره)
🎯 غاية المؤلف:
تناول السيد السبزواري (رضوان الله عليه) هذا الدعاء الشريف بمنهجية فلسفية-عرفانية-أخلاقية، متأملاً في كل جملة منه تأمل المتبتّل الواصل، لا المتكلّف الجاف، ومُبيّنًا معاني الألفاظ بعمق فقهي ومعنوي، ليربط القارئ بين الدعاء، والعقيدة، والسلوك، والتوبة، والرجاء.
🧱 أبرز محاور الشرح:
🟢 1. الظلم للنفس ومعناه:
«اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء... وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي»
-
شرح مفصل لمفهوم الظلم في الروايات، وأنه ليس المقصود به الفجور المادي فقط، بل ترك الطاعة، والانغماس في الغفلة.
-
العلاقة بين الظلم والحرمان من فيض القرب.
🟡 2. سر الأسماء الإلهية في بداية الدعاء:
-
أسماء الله في مطلع الدعاء ليست عشوائية، بل تحمل ترتيبًا معنويًا يرتقي بالعبد من رحمة العموم إلى نور الخصوص.
-
بحث في تجليات الرحمة الإلهية، وصلتها برحمة الإمام عليه السلام.
🔵 3. الإلحاح في الدعاء وأدب السؤال:
«فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك؟»
-
الفرق بين العذاب النفسي والجسدي في فكر العارفين.
-
فراق الله – بحسب السبزواري – هو الغاية القصوى لكل ألم، وهو "العذاب الأكبر" عند أولياء الله.
🔴 4. ختام الدعاء ومقام الرجاء:
-
عند قوله: «يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء»، يتجلّى مذهب أهل البيت في رجحان الرجاء على الخوف.
-
تأكيد على أن مفتاح النجاة هو الإلحاح، لا الاستحقاق.
✨ مزايا الشرح:
-
❖ استخدام مصطلحات عرفانية دقيقة دون غلو أو خروج عن النص.
-
❖ تداخل ثري بين علوم التفسير، الكلام، العرفان، والأخلاق.
-
❖ استحضار روايات من الكافي والتهذيب ونهج البلاغة كمصادر موازية لشرح فقرات الدعاء.
-
❖ إحياءٌ حقيقيٌ لروح دعاء كميل، لا مجرد تفسير لغوي.
🏁 الخاتمة:
هذا الشرح هو خريطة طريق لعاشقٍ أراد أن يخاطب ربَّه بعين القلب لا باللسان فقط. وهو جهدُ وليٍّ من أولياء الله، يرى في كل كلمةٍ من كلمات كميل نورًا يكشف حجب النفس، ويقود إلى مقام الإخبات.
✦ كما قال المؤلف:
«دعاء كميل ليس بكاءً عاطفيًا فقط، بل مدرسة توحيدية تربوية، فيها تَخَلٍّ وتَحَلٍّ ومقام شهود.»