شعر الرثاء العربي

أضيف بتاريخ 05/28/2020
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: شعر الرثاء العربي واستنهاض العزائم
تأليف: الدكتور عبد الرشيد عبد العزيز سالم
الناشر: وكالة المطبوعات – عبدالله حرمي
الطبعة: الاولى 1982م
عدد الصفحات: 139
الحجم: 1.6 MB
 

نبذة عن الكتاب

يعد كتاب "شعر الرثاء العربي واستنهاض العزائم" للدكتور عبد الرشيد عبد العزيز سالم من الأعمال الأدبية القيمة التي تركز على دراسة شعر الرثاء في الأدب العربي. يستكشف الكتاب كيفية تعبير الشعراء عن الحزن واللوعة، وأثر ذلك في استنهاض الهمم والعزائم، مما يعكس عمق التجربة الإنسانية في مواجهة الفقد.

أهم محتويات الكتاب

1. تعريف شعر الرثاء

يتناول الفصل الأول من الكتاب تعريف شعر الرثاء وأهميته في الأدب العربي. يشرح المؤلف كيف يمثل الشعر وسيلة للتعبير عن المشاعر والأسى عند فقدان الأحبة، موضحًا النظرية الأدبية لهذا النوع من الشعر وأثره في الثقافة العربية.

2. مظاهر شعر الرثاء

يتعمق الكتاب في مظاهر شعر الرثاء من حيث الموضوعات والأساليب الفنية. يسرد عددًا من القصائد الشهيرة، مُبرزًا التكنيكات المستخدمة لإظهار المشاعر، مثل تجسيد الذكريات واستحضار اللحظات المشتركة مع الراحلين.

3. شعراء العرب ورموز الرثاء

يستعرض الكتاب مجموعة من شعراء العرب الذين برعوا في فن الرثاء، مُحللًا بعض قصائدهم الشهيرة مثل قصائد المتنبي وأمير الشعراء أحمد شوقي. يعكس ذلك كيف استطاعوا استخدام الشعر كوسيلة للخلود.

4. استنهاض العزائم من خلال الرثاء

يتناول هذا الجزء كيفية تجسيد الرثاء كوسيلة لاستنهاض العزائم وتحفيز الأفراد على تجاوز محن الفقد. يوضح كيف يساهم الشعر في بناء القوة والتصميم لدى المجتمعات، خاصة في أوقات الأزمات.

5. التأثيرات الاجتماعية والثقافية لشعر الرثاء

يستعرض الدكتور عبد الرشيد تأثير شعر الرثاء على المجتمعات العربية والثقافة العامة. يناقش كيف ساهم الرثاء في تشكيل الوعي الجمعي للأفراد والمجتمعات، وكيف يمكن أن يساهم في تحقيق الترابط الاجتماعي.

خلاصة

بينما يستعرض الكتاب جوانب متعددة من شعر الرثاء العربي، فإنه يبرز عناصر الإبداع والتفرد في الثقافة العربية. يُعتبر هذا الكتاب مرجعاً هاماً لكل من يهتم بالأدب العربي وتاريخه، كما يُعزز الفهم العميق لتجربة الإنسان ورده على الفقد.

ملحوظة: هذا التلخيص بالذكاء الاصطناعي وهو غير دقيق، لذا يرجى التنبه لذلك والاعتماد على قراءة الكتاب.


مقدمة كلما تعمق الانسان أبعاد الحياة ، دعاه ذلك إلى إعادة النظر في مفهوم الموت وما يترتب عليه من آلام وأحزان وصراعات تقترب أو تبتعد من دائرة الزمن، ذلك الزمن الذي يخط رسومه ويبني هياكله الانسان وهو في الحقيقة لادخل له في أساسات بنائه، كما أنه لا يملك رد تداعيه أو تساقطه، وبمقدار ما ويدرك من ذلك تكون مواجهته لحقيقة الموت والتغير الدائمية في هذا الوجود. لذلك فقد كانت مأساة البشرية بالموت في عصورها الانسانية السحيقة عميقة الغور بعيدة التأثير في مسارات الحياة نفسها. فالعناية بالقبور والاهتمام بيوم الرحيل، أديا إلى سيطرة الكهان، والتباطؤ في القفز بالحياة الدنيا الى غاباتها المرجوة . وجاءت الأديان السماوية لتجعل الموت مقدمة لحياة أرحب وأوسع وأبقى من هذه الحياة المحدودة بزمن، وتحفز أهلها إلى السيطرة على أطياف الحزن التي تحيق بهم عند مواجهة الموت. لأنهم موعودون بما هو أرقى وأفضل مما هم فيه على ربوع هذه الأرض، ودعتهم إلى الارتقاء والتقدم والأخذ بأسباب الحياة النافعة، لأن ذلك مدار التصنيف والموازنة بين البشر في حياتهم الثانية. وهكذا انطلقت الحياة من أغلال كثيرة كانت تعيق الانسان الأول وتحد من قدراته، بل وندفعه في أحايين كثيرة إلى الخوف والوهم من يومه وغده . وكان الشعراء عبر كل عصر وفي كل زمن هم و أقدر الناس على تصوير الموت والفجيعة به. وتلونت أشعارهم فيه بألوان تتناسب الأزمان والمواقف، حتى لتعاد هذه الأشعار بعمقها واتساعها تكون سجلا للأمم ولحقبها المختلفة ولرجالاتها وأهم مواقفهم وأعمالهم وصفاتهم . والأمة العربية أكثر أمم الأرض ميلا للشعر واحتفالا به. وبالشعر تخاطبوا وتعارفوا وسجلوا معظم العلوم والفنون، وصوروا آلامهم وآمالهم، ونسجوا خیالاتهم وأحلامهم. وكان لهم مع الموت أبعاد ورؤى اختلفت وتعددت قبل الاسلام وبعده. فقالوا فيه ما يبكي ونظموا حوله ما يشفي ويريح النفس والفؤاد. وجعلوه في بعض الأحيان غاية تتطهر به الروح وترتقي . لذلك فإن شعر الرثاء العربي جاء متنوعة بتنوع هذه المفاهيم فمنه ما نسج لیستزرف الدمع ويثير الوجدان ويحرك الأفئدة رثاء وبكاء على الراحلين. ومنه ما قصد به الشاعر إبراز، محاسن الميت وتسجيل أمجاده وأعماله إبقاء لذكراه وتخليدا لها وحثا على الاقتداء بها والسير على نهجها. وعرف ذلك بالتأبين. ومنه ما ينطلق به الشاعر إلى ما وراء الموت مستلهي حقيقة الحياة الخالدة ومصورة أبعاد هذه الحياة الدنيا وموقف الانسان منها، وما يمكن أن يكون له أو عليه. وهو بذلك يعزي نفسه أو غيره ممن وقعت بهم مصيبة الموت أو دارت علیهم دورته . وقد حاولت أن أقتطف بعضا من هذه البحور الزاخرة بهذا الفن من الرثاء. وأن أقدمها عبر عصور العربية المختلفة في ثوب من اليسر والسهولة بعيدة عن الإغراق في الشرح والتحليل والموازنة، وإنما بتصوير للحدث وموقف الشاعر منه، وما جادت به قريحته فيه. محاولا - قدر المستطاع أن أربط بين الأثر النفسي عند الشاعر وبين ما يهدف اليه من استنهاضه للعزائم والهمم، وقدرته على تحقيق هذا الهدف من خلال النصوص التي تمثل ذلك من بين أشعاره المختلفة. وكان حرصي شديدا على أن تكون النصوص المختارة كثيرة ومتنوعة، مع محاولة عدم الإطالة بعرض مقطوعات مطولة إلا فيما يفرضه الموقف، ويقتضيه ترابط المعاني . ومن الله أرجو النفع والتوفيق. المؤلف دكتور عبد الرشيد عبد العزيز سالم ۱۹۸۲ / ۲ / ۱۰م

شعر الرثاء العربي - عبد الرشيد عبد العزيز سالم شعر الرثاء العربي - عبد الرشيد عبد العزيز سالم