كتاب: (الحضارة الغربية -الفكرة والتاريخ) 📝
المؤلف: توماس سى . باترسون
ترجمة : شوقي جلال
التصنيف : فكر وثقافة
📚عدد الصفحات : 112
تلخيص : شوقي جلال
تذييل : @7usain_algasrah
في مستهل حقبة نهاية الإستعمار في منتصف القرن العشرين، بدأ تيار جديد يحمل عبارة ما بعد الإستعمار
Post-Colonialism
ويدعون أن تكون مبادئ للإنسانية جمعاء وليست للإنسان الأبيض وحده، ويؤكد الجميع عدم الثقة فيما يفرزه الغرب من فكر، وفيما سطرته أقلام مفكريه والمستشرقين من كتابات عن تاريخ الغرب وعن تاريخ الشعوب الأخرى، لذلك كانت الصيحة المدوية : لنحرر عقولنا وفكرنا من إسار الغرب.
تمثل مؤلفات توماس سى . باترسون، جهدا فكريا وعلميا متميزا لكشف زيف فكر المركزية الغربية والتصدي لها وبيان أنه فكر ذرائعي مناقض لحقائق التاريخ، استهدف تزييف وعي الشعوب وتيسير سبل الهيمنة.
يعرض الكتاب تاريخ نشأة فكرة الحضارة عن الغرب، وكيف أن الغرب اختلق الفكرة بهدف تأكيد التمايز بينه كجنس أبيض متحضر وبين بقية العالم كأجناس وأعراق برابرة و همج.
اختلق الغرب هذا التمايز ليبرر حملاته الإستعمارية العدوانية ضد الشعوب الأخرى، سواء لاستعمار البلاد أو للإتجار في أهلها رقيقا. ووجد في هذا الفهم مبررا يبرئ نفسه من آثامه، بل كما اعتاد أن يدعي دائما أنه استعمر هذه الشعوب لينقلها إلى الحضارة ! أي لمحاكاة الغرب وان كانت في نظره ونظرياته أعجز عن ذلك بحكم طبيعتها وجبلتها.
ويكشف الكتاب كذلك عن هلامية فكرة الحضارة لدى مفكرى الغرب والصراع بينهم حول تحديد معناها والموقف منها، ولا يزال الغرب أو الجنس الأبيض – كما يثبت الكتاب – يتشبث بهذه الأقاويل غير العلمية عن معنى الحضارة و الذكاء ليؤكد تميزه وتمايزه وحقه في الهيمنة والسيادة واستباحة حقوق وثروات وحياة الشعوب الأدنى. ويروج علاوة على هذا، أن شعوبا كثيرة غير بيضاء لا ترقى فطريا الى مستوى الإنسان الأبيض عقلا وحكمة وقدرة إبداعية وتحضرا، وليس لها حق المساواة به أو معه.
ويعرض الكتاب نظرة تاريخية نقدية مستشهدا بنصوص مفكري الغرب وأفعال المستعمرين ومن يسمون المستكشفون، ويستطرد مؤكدا باستشهاداته أن مفكري الولايات المتحدة يحملون الآن وبإصرار لواء هذا التوجه العنصري ومن بينهم صموئيل هنتجتون الذي يمايز حضاريا بين الغرب وبقية العالم، ويرى في بقية العالم خطرا على الجنس الأبيض وعلى الحضارة، ولكن شواهد الواقع والتاريخ تؤكد أن الشعوب غير المتحضرة على الطريق لاستعادة أو لانتزاع حقوقها وامتلاك مصيرها بين أيديها.
إن تومواس باترسون هنا يقلب مفهوم الحضارة التبريري الذي اختلقه الغرب عن عرشه بعد أن تربع عليه اكثر من قرنين، ويكشف عن جذوره العرقية والعنصرية والطبقية والجنوسية (التمييز الثقافي بين الجنسين) ويبين واضحا من الكتاب أن فكرة الحضارة فكرة صاغها القطب الأقوى سياسيا وعسكريا واقتصاديا ليقهر بها فكريا عقول المستضعفين، ويغرس في نفوسهم مشاعر الدونية دفاعا عن مكانته وعن تفرده بالسطوة والسلطان، وهربا من التفسير الاجتماعي العلمي لأسباب التخلف.
ويتخذ المؤلف من دراساته شاهدا على اطراد سياسة التمييز العنصري فكريا عند الغرب الأكاديمي والسياسي تأسيسا على مزاعم تحمل زيفا صفة الفكر الأكاديمي. لقد اقترنت هذا المزاعم بصعود قوى الرأسمالية في عصر الصناعة واطردت لتكون دعامة لما يسمى العالم الحرالمتقدم.
محتويات الكتاب :
• اختراع حضارة
• الحضارة وأنصارها
• الحضارة ومنتقدوها
• اختراع فكرة البرابرة والشعوب الغير متحضرة
• الشعوب الغير متحضرة تتكلم