كتاب: عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر
المؤلف: دكتور صائب عريقات
عدد الصفحات: 241
الطبعة: الأولى ٢٠١٨م
الناشر: دار النصر - بيروت لبنان
تقديم: يسرني تقديم هذه الدراسة القيمة، التي تعد مرجعاً أصيلاً في مهارات التفاوض، وتشكل إحدى الثمرات العلمية لصديقي الدكتور صائب عريقات، وهو رجل غني عن التعريف، له دور كبير في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فضلاً عن كونه أستاذاً مرموقاً للعلوم السياسية. وضع المؤلف في دراسته هذه، بأسلوب متفرد، عصارة خبرته الطويلة، ومعرفته العميقة في مجال المفاوضات من خلال عمله رئيساً لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام ٢٠٠٣، وشغله منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين سنوات عديدة لانتزاع حقوق شعبه من المحتلين. إن هذا الكتاب جهد أكاديمي جليل للتعريف بتراثنا وقيمنا ومبادئنا الإسلامية في مجال التفاوض من منظور شخصية فذة في التاريخ الإسلامي، ألا وهو الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومنهجه، وهو محاولة لمد وبناء جسور مع هذا التاريخ للمشاركة الفاعلة والحيوية في تأصيل، وتأسيس إطار علمي شامل في دراسة عملية التفاوض. وفي هذا السياق يجري الدكتور عريقات مقارنة بين عناصر المفاوضات عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والعناصر الأساسية في التفاوض من المنظور الغربي، مركزاً على أحد أبرز المؤلفين في هذا الحقل وهـو روجر فيشر، الذي يمثل منهج مدرسة هارفرد ذات الأثر المهم في التعريف بعلم المفاوضات وترسيخه. يؤسس المؤلف في المقدمة للإسهام الذي قدمه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب في علم التفاوض، مستصحباً ذكرى تجربته التفاوضية، وتأثيره عليه شخصياً (أي على المؤلف)، مشيراً إلى «ما قدمه في مجال الواقعية السياسية، والعلاقة بين الضعف والقوة، بين الظلم والعدالة، بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، هذا الإنسان العربي الذي حدد مفاهيم الدولة والعهود والمواثيق، وقال للمظلوم والضعيف: إن قوته تكون بالتمسك بحقوقه، وليس بالتنازل عنها». لقد وفق الدكتور صائب عريقات في مقاربة هذا الموضوع بالبحث والتحليل، ملتزماً بمنهج علمي يقوم على أسس العلم والعدل، وبذلك قدم خدمة ذات فائدة كبيرة لموضوع التفاوض، وللكوادر الدبلوماسية العربية المسلمة، والدارسين، ومحبي المعرفة في موضوع المفاوضات كعلم. إنني سعيد بهذه التجربة البحثية المتميزة، التي قامت بها شخصية ذات تجربة ثرية في العمل العام. وجمعت بين أهمية الموضوع وتفرده، والتناول العلمي المنهجي، مما يضيف الكثير إلى مجال التفاوض والعمل الدبلوماسي. ونختم بما قاله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في العلم: «كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم، فإنه يتسع»، وهذا ما نرنو إليه في المعهد الدبلوماسي القطري لاستكشاف وتطوير كل ما يتعلق بالبحث والفكر والعلم الدبلوماسي. والله ولي التوفيق د. حس بن إبراهيم المهندي