كتاب: مواهب الرحمن في تفسير القرآن - 14 جزء
المؤلف: السيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
وبعد : فقد شملتني عنايته تبارك وتعالى لتفسير هذا الكتاب العظيم ، الذي عجزت العقول عن درك كنهه ، فكما أنّ ظاهر لفظه : ﴿قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظهيراً، فحقائقه ورموزه أولى أن تكون كذلك ، ففي كل سورة مـنـه بـحـار مــن المعارف ، وتتجلى من كل آية منه أنوار من الحقائق ، وكيف لا يكون كذلك وقائله لا نهاية لعلمه وكماله ، ولا حد لعظمته وجلاله ، وما حصل من التحديدات إنما هو من مقتضيات الاستعدادات ، لا أن يكون تحديداً فيه . وقد ظهر لي بعد مراجعتي لجملة من التفاسير، أنه فسر كـل صـنـف مـن العلماء القرآن بما هو المأنوس عندهم ، فالفلاسفة والمتكلمون فسروه بمذهبهم من الآراء الفلسفية والكلامية ، والعرفاء والصوفية على طريقتهم، والفقهاء همهم تفسير الآيات الوارده في الأحكام ، والمحدثون فسروه بخصوص ما ورد من السنة الشريفة في الآيات ، كما أنّ الأدباء كان منهجهم الاهتمام بجهاته الأدبية دون غيرها . والعجب أنه كلما كثر في هذا الوحي المبين، والنور العظيم من هذه البيانات والتفاسير، فهو على كرسي رفعته وجماله ، ويزداد على مر العصور تلألؤا وجلالاً . وقد فسر نفسه بنفسه ، لأنه تبيان كل شيء ، فإذا كان كذلك فأولى أن يكون تبياناً لنفسه ، مستدلاً لذلك بما ورد من السنّة النبوية ، والمأثور عن آله الذين قرنهم النبي عليه واله ه بالكتاب ، وجعلهم الأدلاء عليه، فجمعت بينهما وبين ما اتفق عليه الجميع مع تقرير الشريعة له ، وقد بذلت جهدي في عدم التفسير بالرأي مهما أمكنني ذلك ، تأسياً بقول نبينا الأعظم الله : «من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ»، وقد ذكرت ما يمكن أن يستظهر من الآيات المباركة بقرائن معتبرة،