الدمعة الساكبة، بحوث في المأتم والبكاء الحسيني

أضيف بتاريخ 12/30/2023
مكتبة نرجس للكتب المصورة


كتاب: الدمعة الساكبة، بحوث في المأتم والبكاء الحسيني
المؤلف: الشيخ محمد جمعة بادي
عدد الصفحات: 448
 

نبذة عن الكتاب

كتاب "الدمعة الساكبة" هو عمل فريد من نوعه للشيخ محمد جمعة بادي، يتناول فيه مواضيع متعلقة بالمأتم والبكاء الحسيني. يمتد الكتاب على 448 صفحة ويعكس أسلوب المؤلف العميق في تناول القضايا الدينية والاجتماعية ذات الصلة بالمجالس الحسينية، حيث يبرز أهمية البكاء تعبيرًا عن الحزن والأسى تجاه مصائب آل البيت.

أهم محتويات الكتاب

يتناول المؤلف في هذا الجزء مفهوم البكاء كوسيلة للتعبير عن الحزن، وكيف تطور هذا التعبير إلى جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسلامية، خاصة في سياق ذكرى عاشوراء وإحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام.

يستعرض الشيخ بادي دور المأتم في تعزيز الهوية الشيعية وتوحيد المجتمع، مشيرًا إلى أن المجالس الحسينية ليست مجرد فعاليات دينية، بل هي منصات لنشر القيم والأخلاق الإسلامية من خلال دروس مستفادة من تجارب أهل البيت.

يتناول الكتاب التأثيرات النفسية الإيجابية للبكاء، وكيف يمكن أن يسهم في التخفيف من الألام النفسية والذهنية للأفراد، بما ينعكس على التماسك الاجتماعي والروح الجماعية في المجتمعات الشيعية.

يستعرض الشيخ بادي بعض الدراسات والأبحاث التي تناولت المأتم، مبرزًا أهميتها في فهم الدوافع وراء إحياء هذه الشعائر، وتأثيرها على الأجيال الجديدة.

  • مدخل إلى ثقافة البكاء الحسيني

  • أهمية المأتم في المجتمع الشيعي

  • البكاء وأثره النفسي والاجتماعي

  • البحوث العلمية والأكاديمية حول المأتم

أسلوب ومنهج الكتاب

يعتمد الشيخ محمد جمعة بادي في كتابه على أسلوب واضح وموثق، حيث يستند إلى مصادر دينية وتاريخية غنية لتدعيم أفكاره. يجمع بين السرد القصصي والتحليل الأكاديمي، مما يضمن وصول رسالته إلى القارئ العادي والمتخصص على حد سواء. كما يظهر الكتاب توازنًا بين الجانب الروحي والجانب الاجتماعي، مما يجعله مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بالشأن الحسيني.

هذا التلخيص بالذكاء الاصطناعي وهو غير دقيق، فيرجى التنبه لذلك.


حوار المقبرة في صباح إحدى أيام الجمع.. وقد كنت أحمل المصحف الشريف بيدي وأتلو من آياته عند قبر المرحومة والدتي، في هدوء جليل وسكون مهيب، وصفاء مخيم على أجواء المقبرة، لا يُسمع إلا حسيس الريح ووطأ الأقدام الساعية بين القبور.. وما بين أجواء الصمت هذه يتخلّل صوتُ تلقين يخترق سكون الفضاء من جهة حفرة قبر يبعد عني ثلاثين متراً تقريباً، مشوب بهمس بعض المشيعين وصوت بكاء بعضهم الآخر، وسرعان ما فرغ ذلك الجمع من تلقين الميت ودفنه ورش قبره بالماء، وإنقلب همسهم إلى همهمة لا أفهم فحواها ، وكان أن تطوّر الحال إلى رفع الأصوات بالجدال والخلاف، وأنا أسمع من بين كلماتهم.. حرام... الميت يتعذب.. بدعة.. لا تبكون... عرفت فحوى الخلاف، إلا أنني قررت حبس نفسي عن التدخل بحسب ما كنت أشهد من واقع الحال، وحانت مني إلتفاتة سانحة ففوجئت بأحدهم يشير إلى جهتي وكأنه يقول : هذا الشيخ جالس هناك لنسأله عن الأمر.. فتسلّل شابان من بين الجمع نحوي ، وتقدم شاب صبيح عليه سيماء الصلاح والدين وفي عينيه أثر الحزن والدمع ، يقفو أثره شاب قد قصر ثيابه وأطلق لحيته، فابتدرني الشاب قائلاً : السلام عليكم شيخنا.. قلت : وعليكم السلام والرحمة، وعظم الله أجوركم. قال : وأجوركم، جزاكم الله خيراً، ممكن سؤال؟ قلت : تفضل.. قال : شيخنا.. الميت والدي، وهذ ابن عمي، وهو يمنعني من البكاء على والدي، ويقول أن بكائي على أبي يعذبه في قبره، وأن عملي بدعة... وسرعان ما قاطعه صاحبه قائلاً : يا شيخ، إنه يرمي بنفسه على القبر، ويترب نفسه، وهذا لا يجوز في دين الله ... قلت : إسمحا لي.. قالا : تفضل.. قلت : الحزن القلبي مشروع على الميت، بل هو على الإنصاف ليس من مختارات الإنسان أصلاً ، إذ ليس بيده أن لا يحزن حيال مسببات الحزن، كما أنه ليس له أن لا يفرح عند حدوث موجبات الفرح ، ولهذا فإن الله سبحانه لم ينه عباده عن الحزن على الميت، ولكنه نهاهم عن الجزع، وأعيذك بالله سبحانه من الجزع الذي يحجزك عن التسليم لأمر الله والقبول لإرادته، ويسوقك إلى قول ما لا يصح أو فعل ما لا يجدي..

aldameat alsaakibatu, buhuth fi almatam walbuka' alhusaynii aldameat alsaakibatu, buhuth fi almatam walbuka' alhusaynii