كتاب: رسالة في آداب المجاورة، مجاورة مشاهد الأئمة عليهم السلام
المؤلف: الميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي
عدد الصفحات: 155
هذا ما يخص أجساد المؤمنين، أما أرواحهم وأنفسهم فهي حية باقية، فهم أحياء عند ربهم يرزقون أحياء بطاعتهم لمولاهم، أحياء بإيمانهم وتقواهم. هذا كله في حال المؤمن، فكيف بسادة المؤمنين، بل منبع الإيمان والتقى، بل التجليات الإلهية في أرضه وسمائه، محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين. ومن هذا نعلم أن المشاهد المشرفة للقبور المذكورة آنفاً، وما يلحق بهـا مـن مساجد وأماكن مباركة، إنما هي حري حريم الله سبحانه وتعالى، انتهاكها والفساد فيها والاستخفاف بها يوجب الابتعاد عن الرحمة الإلهية، لا بل العقاب الدنيوي العاجل إضافةً إلى الأخروي، أجارنا الله وإياكم منه في الأولى والآخرة. ولا أريد أن أكثر فأطيل، إذ إنّ هذه الرسالة قد كفتنا مؤنـة الكـلام حـول هـذا الشأن. فقد تناثرت من فم الشيخ النوري له لآلى ودرر أعجمية، صاغها لنا تلميذه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء له فانتظمت عربية، فجاءتنا بهذه الحلة الجميلة، حقاً لو أنها وضعت على الجبل الأشم لتصدع؛ لما تحمله من معان عظيمة توقظ النائم من رقدته، والغافل من غفلته. فهنيئاً لمن تزين بها، راجين المولى عزل أن يشملنا بكرمه وجوده، ويخصنا بهذه الزينة إنه سميع مجيب.