كتاب: الصحابة، بين العدالة والعصمة
المؤلف: الشيخ محمد السند
عدد الصفحات: 527
من هنا جاء البحث في - الصحابة بين العدالة والعصمة - يتناول هذا الأمر الخطير، لكنه هذه المرة جاء برؤية جديدة ونظرة فاحصة دقيقة تعتمد على تحليل نظرية «عدالة الصحابة وما يترتب عليها من آثار. وقد سلط الضوء في هذه الدراسة على جميع زوايا هذه الظاهرة وملابساتها، ابتداءاً بولادتها وسر تبلورها. ومروراً بالآثار المترتبة عليها، وانتهاء بسلامة هذه النظرية أو فسادها. ولما كانت هذه النظرية ذات ركنين هما: العدالة والصحابة، كان من الضروري كشف الغموض وإزالة اللبس الذي يحايث ظهور المعنى لهذين الركنين ووضوحه فما العدالة التي تستند للصحابة؟ هل المراد منها تلك الصفة المعروفة في الأذهان؟ أو المراد منها عصمة الصحابي و حجية قوله وفعله؟ و هل المراد في حجية قول الصحابي حجية قوله كراو من الرواة؟ أم أن حجية قوله من باب حجية اجتهاده؟ ورأيه كمجتهد قد يصيب وخطئ، هذا مع مراعاة اجتهاده بموازين الاجتهاد. أم أن حجية قوله وفعله من باب التفويض ؟ وله الحق في التشريع وإنه مشرع يخصص إطلاق وعموم الكتاب والسنة، فينسخ الأحكام ويحكم بما يراه فيؤخذ به ناسخاً لما جاء به الكتاب والسنة، أو يحكم بكون ما يراه حكماً بمنزلة السنة النبوية في ما لم يأت به الكتاب والسنة !! من هنا كان على الباحث المتتبع في عدالة الصحابة أن يقف بإمعان على الآثار المترتبة عن العدالة وكيف أنها تكون في كثير من الأحيان مساوقة لآثار العصمة عند الإمامية وهذا ما يدعو إلى كثير مراجعة وتأمل! وكذلك الحال في الصحابة، فهل كان المراد منهم جميع الصحابة الذين كانوا حول النبي - على أضيق التعاريف - ؟ أم أنهم الذين اتفقوا على بيعة أبي بكر وكان هواهم ورأيهم على ذلك؟ إذن فما بال الذين قاطعوا السقيفة ولم يحضروها؟ وكان فيهم خير الصحابة وأفضلها. ثم ربما كان بغية أصحاب هذه النظرية هي مساندة الحزب المؤتمر في السقيفة!! أو إضعاف الشريعة لهم في الوقت الذي أقصي الآخرين الذين آزروا النبي و آزرهم عن دورهم الحق في رسم معالم الدين ومناهجه القويمة !! هذا ومن المباحث المهمة في دائرة الصحابة أيضاً البحث عن الملاك والميزان والضابط لتوثيقات أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة والجماعة، فهل هي قائمة على ضوابط علمية دينية في تلقي الخبر ؟ أم هي مبتنية على الأهواء الجاهلية وتسير على قاعدة البغض والعداء لمن أمرنا له بالطاعة والولاء وعلى قاعدة الحب والوداد للخوارج والنواصب الذين جاهدوا لطمس معالم هذا الدين وتحريف سنة سيد المرسلين .