كتاب: مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة و الأولاد
المؤلف: الشهيد الثاني الشيخ زين الدين العاملي
عدد الصفحات: 162
سبب تأليف الكتاب: لم يكن تأليف مسكن الفؤاد وليد حالة علمية بحتة يقررها واقع الدرس والتدريس، أو تمليها حاجة المناظرات الحوزوية، بقدر ما كان إفرازاً لحالة وجدانية و عاطفية عاشها الشهيد الثاني بكل جوارحه وأحاسيسه، وتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً طيلة حياته الشريفة، فقد ذكرت أغلب المصادر التي ترجمت للشهيد أنه ابتلي بموت أولاده في مقتبل أعمارهم، حتى أصبح لا يثق ببقاء أحد منهم، ولم يسلم منهم إلا ولده الشيخ حسن، الذي كان يشك الشهيد في بقائه، وقد استشهد و عمر ولده أربع أوسبع سنين . لقد واجه الشهيد الثاني - قدس سره - حالة الحرمان العائلي بأسمى آيات الصبر ۱ - رواه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ۲۱۲:۱ ، وأخرجه المجلسي في البحار ١٤٢:٨٢. ۲ - روضات الجنات ۳ ۳۷۹ . ٤ - الكنى والألقاب ٢ : ٣٤٩ . أعيان الشيعة ٧ : ١٤٤ . المقدمة V والجلد، فألف كتابه مسكن الفؤاد»، وقلبه يقطر ألماً وحسرة و هو يرى أولاده أزهاراً يانعة تقطف أمام عينيه . يقول رضوان الله عليه في مقدمة كتابه المذكور: «فلما كان الموت هو الحادث العظيم، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة مقيم، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل، والموسوم بالحدس الصائب، خصوصاً ومن أعظم الأحباب الولد، الذي هو مهجة الألباب، و لهذا رتب على فراقه جزيل الثواب، ووعد أبواه شفاعته فيهما يوم المآب . فلذلك جمعت في هذه الرسالة جملة من الآثار النبوية، وأحوال أهل الكمالات العلية، ونبذة من التنبيهات الجلية، ما ينجلي به إن شاء الله تعالى الصدأ عن قلوب المحزونين، وتنكشف به الغمة عن المكروبين، بل تبتهج به نفوس العارفين، ويستيقظ من اعتبره من سنة الغافلين، وسميتها مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد» و رتبتها على مقدمة، وأبواب، وخاتمة » (١). و يمتاز كتاب «مسكن الفؤاد» على صغر حجمه ـ بخصوصية موضوعه، مما جعله مرجعاً يعتمد عليه في بابه، فقد ركن إليه جمع من أصحاب الموسوعات الروائية كالعلامة المجلسي في بحار الأنوار، والشيخ الحر في الجواهر السنية والشيخ النوري في مستدرك الوسائل، وغيرهم. يقول العلامة المجلسي في بحار الأنوار، في بيان الأصول والكتب المأخوذة منها : ... و كتاب مسكن الفؤاد ... للشهيد الثاني رفع الله درجته» (٢). وقال الشيخ الحر في مقدمة كتابه الجواهر السنية : «ونقلت الأحاديث المودعة فيه من كتب صحيحة معتبرة، و أصول معتمدة محرّرة)) (۳) و كتابنا أحد هذه الكتب الصحيحة المعتبرة ...