كتاب: مؤتمر السقيفة، دراسة موضوعية لأخطر حادث في تأريخ الإسلام السياسي
المؤلف: الشيخ باقر شريف القرشي
عدد الصفحات: 257
والشيء المحقق أن مؤتمر السقيفة قد أخلد الفتن للمسلمين وألقاهم في شرّ عظيم بتجرد من كل هوى أو عاطفة مذهبية . إن جميع الأحداث المروعة التي أبتلي بها المسلمون كانت من النتائج المباشرة لمؤتمر السقيفة ، والتي كان منها كارثة كربلاء التي لم يراعوا فيها حق النبي ﷺ في أبنائه وعترته ، فقد حصدتهم السيوف الأموية في صعيد كربلاء ، كما جرت على مخدرات الوحي من صنوف الذل والقهر ما لا يوصف لمرارته ، ورحــم الله كاشف الغطاء إذ يقول : تالله ما كربلا لولا سقيفتهم ومِثْلُ هَذا الفَرِعِ ذَاكَ الأَصْلُ انْتَجَهُ ويقول بولس سلامة : وتوالت تحت السقيفة أحداث أثارَتْ كَوامِناً وميولا نزعات تَفَرَقَتْ كَغُصُونِ العَو سـج الـغـض شائكاً مذحولا إن مؤتمر السقيفة كان فاتحة لجميع الكوارث المدمرة التي مني بها المسلمون منذ فجر تأريخهم حتى يوم الناس هذا . وليس من الوفاء للأمة ، ولا للتأريخ ، ولا للعلم أن تظل بعض الأحداث الجسام المرتبطة بحياتنا الفكرية والعقائدية قد خفيت على الناس ، وطويت حيثياتها ومكوناتها من دون أن تعرض للدراسة والتحليل ، فإنّ إخفائها طمس للحقائق ، وإغراء للأمة بالجهل ، وإقصاء لحكم العقل ، وعزل للمناهج العلمية الحاكمة في الأحداث . إن مؤتمر السقيفة من أهم الأحداث الحساسة في حياة المسلمين ، ويجب أن تدرس بأمانة وإخلاص على ضوء الفكر والعلم بعيدة عن التيارات المذهبية ، ومن المؤكد أن دراستها والتأمل فيها ، والنظر في فصولها بدقة يعود على الأمة بالثمرات النافعة التي منها جمع الكلمة ووحدة الشمل .