كتاب: الأمر بين الأمرين، تحقيق أنيق حول نفي الجبر والتفويض وإثبات الأمر بين الأمرين
المؤلف: السيد حسين الشمس
عدد الصفحات: 901
نبذة عن الكتاب
كتاب "الأمر بين الأمرين" للمؤلف السيد حسين الشمس يمثل دراسة عميقة وشاملة تناقش موضوع الجبر والتفويض في الفكر الإسلامي. يسعى المؤلف من خلال هذا العمل إلى تقديم رؤية متوازنة في الموضوع تتجاوز الثنائية التقليدية، مقدمًا بذلك نظرة جديدة على العلاقة بين الإرادة البشرية وقدرة الله سبحانه وتعالى.
أهم محتويات الكتاب
المقدمة
تستعرض المقدمة خلفية تاريخية حول الجبر والتفويض، والجدل الفكري الذي دار بين العلماء حول هذه المسألة. ينبه المؤلف إلى الأهمية الكبرى لهذا الموضوع في فهم العقيدة الإسلامية بشكل صحيح.
الفصل الأول: مفهوم الجبر والتفويض
يبدء السيد حسين بشرح مفهومي الجبر والتفويض بشكل تفصيلي. ينقاش الجبر كتوجه يشير إلى إنكار الإرادة الحرة للإنسان، بينما يقدم التفويض كفكرة تعزز حرية الإرادة. يعرض أراء تيارات مختلفة من العلماء المسلمين ويستعرض نتائج كل من هذين المذهبين.
الفصل الثاني: الأمر بين الأمرين
يعتبر هذا الفصل مركز ثقل الكتاب، حيث يقترح المؤلف فكرة "الأمر بين الأمرين" كمخرج من الجدل الدائر حول الجبر والتفويض. يقدم شروحاً مفصلة حول كيفية الجمع بين قوة الله المطلقة وإرادة الإنسان، مختارًا الأدلة من النصوص الدينية والعقل.
الفصل الثالث: الأدلة العقلية والنقلية
في هذا الجزء، يعرض المؤلف الأدلة الدينية والنقلية التي تدعم موقفه. يستند إلى نصوص من القرآن والسنة، بالإضافة إلى تحليلات عقلية توضح ضرورة وجود توازن بين الإرادتين الإلهية والبشرية.
الفصل الرابع: التأثيرات الاجتماعية والعملية
ينظر المؤلف في النتائج العملية المتعلقة بفهم الجبر والتفويض. يناقش كيف أن هذه الأفكار تؤثر في السلوك البشري، والتوجهات الأخلاقية، والعلاقات الاجتماعية في المجتمع الإسلامي.
الخاتمة
يختم السيد حسين الشمس الكتاب بخلاصات فكرية حول أهمية موضوع الأمر بين الأمرين في حياتنا اليومية، ويحث على ضرورة التفكير في هذه القضايا بعقل مفتوح لفهم أعمق للإسلام.
أسلوب ومنهج الكتاب
يتميز الكتاب بأسلوبه الأكاديمي والموضوعي، حيث يستند إلى النصوص الدينية والأدلة العقلية. يسعى المؤلف إلى تقديم تحليلاته بطريقة منهجية، مما يسهل على القارئ فهم الموضوعات المعقدة. كما يستخدم السيد حسين طريقة التفسير المقارن، مما يجعله كتابًا غنيًا بالمعلومات ومتوازنًا في الطرح الفكري.
أما بعد، فمن المسائل المهمة والعويصة التي وقعت مورد الاختلاف، وتضاربت والتفويض والأمر فيها الأقوال والآراء مسألة أعمال الأناسي وأنها هـل تكـون بـالإجبار وغـيـر اختيارية، أو تكون بالاختيار وغير إجبارية؟ وعلى فرض كونها اختيارية هل يكون فاعلها غير مستقل طولاً حدوثاً وبقاء، أو غير مستقل حدوثاً لابقاء؟ بين الأمرين والأوّل: قول القائلين بالجبر بأقسامه مع اختلافهم في كيفية الجبر. والثاني: قول القائلين بالأمر بين الأمرين. والثالث : قول القائلين بالتفويض والمفوضة وهم المعتزلة. والقائلون بالجبر مختلفون في كيفية الجبر بعد اتفاقهم فيه، ولهم فيها أقوال و آراء: أحدها: أنه لا دخل لغير الله تعالى بوجه في وجود عمل الإنسان وعدمه. وفي إيجاده وتركه، وأنه لا يتوقف على علل ما سوى الله بأقسامها من الفاعلية وغيرها، وأن الدخيل المحض والمؤثر التام فيهما هو الله تعالى، وأنه لا مؤثر في وجــود الممكنات جميعها بأنحائها وتحققها إلا الله تعالى، وأن وجود عمل الإنسان وعدمه يدور مدار إيجاده تعالى له، وعدم إيجاده. ويقول: إن إرتباط عمل الإنسان بما يسمى دخيلاً فيه بنحو العلة الفاعلية، كقدرته أو شرط الفاعل، كمبادئ الاختيار، وكاليد وصحتها، وكالقلم والعلة القابلية، كالقرطاس في الكتابة أو هي لغيرها يكون من باب المقارنة الاتفاقية لا اللزومية بين وجودها، وإيجاد الله تعالى لعمله؛ لأجل جريان عادة الله تعالى وسنته على إيجاد عمله عند وجودها، وعدمه عند عدمها من دون دخالة شيء منها بوجه في وجود عمله. ولأجل الارتباط بين وجودها وعدمها، وبين عمل الإنسان وجوداً أو عدماً بالنحو المذكور. يقولون بأن عمل الإنسان يصير كسباً له وهو كاسب له لا موجوداً بإيجاده، وهو الموجد له، والعلة الفاعلية له، ومعطي الوجود، وما منه الوجود؛ لأنّ الفاعل والعلة الفاعلية. والموجد له، ومعطي الوجود، وما منه الوجود هو الله تعالى وحده بزعمهم، فعمل الإنسان الموجود في الخارج كسب له، وهو الكاسب له، وخلق ومخلوق له تعالى بخلقه له، ويكون إيجاداً له، وموجوداً بإيجاده تعالى وحده. ويقولون: إن ارتباط عمل الإنسان به بالنحو المذكور الموجب لكونه كسباً له وهو الكاسب له يكفي لصحة إرسال الرسل، وإنزال الكتب، وصحة جعل التكاليف والوظائف العملية للإنسان، وعدم لزوم لغويتها، ويكفي لإجراء الثواب والعقاب عليه في الدنيا والآخرة، ولسائر ما يترتب على عمل الإنسان، واستحقاق الثواب والعقاب المعبّر عنهما اصطلاحاً بالحسن الفاعلي والقبح الفاعلي ليسا عندهم من لوازم عمل الإنسان عقلاً وعقلاء.