كتاب: الرجعة
المؤلف: الميرزا محمد مؤمن بن دوست الأسترابادي
عدد الصفحات: 225
فإن من الأمور الاعتقادية المهمة التي اختلفت الأمة الإسلامية فيها مسألة الرجعة - أي رجعة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الحجج - عليهم السلام - والشهداء والمؤمنين إلى الدنيا بعد الموت، وبعد قيام دولة الإمام المنتظر مهدي آل محمد - عليهم السلام ، وقبل القيامة ليروا دولة الحق ويفرحوا بذلك، وينتقموا من أعدائهم وجماعة من الكافرين والمنافقين (۱). (۱) قال الشيخ المفيد - رحمه الله -: الرجعة عندنا تختص بمن محض الإيمان ومحض الكفر، دون ماسوى هذين الفريقين، فإذا أراد الله - تعالى - على ما ذكرناه أوهم الشيطان أعداء الله - عز وجل - أنما ردوا إلى الدنيا لطغيانهم على الله، فيزدادوا عنوا، فينتقم الله - وقد انفردت الإمامية بالاعتقاد في الرجعة، واعتمدتها كضرورة من ضروريات المذهب، ونظرية مسلمة يجب الإقرار بها واعتقادها، وتجديد الاعتراف بها في الأدعية والزيارات، وفي كل وقت كالإقرار في كثير من الأوقات بالتوحيد والنبوة والإمامة والمعاد، فأجمعت عليها وتواترت بها الاخبار، ودلت عليها عدة من الآيات البينات . هذا في الوقت الذي طعن كثير من أعلام الجمهور، وأنكروا ذلك، منهم الفخر الرازي ) والنيشابوري والزمخشري وابن أبي الحديد ) وابن خلدون وابن الأثير . (۳) وقد وقعت مناظرات كثيرة في ذلك بين علماء الفريقين، وكتب علماؤنا في إثباتها كتباً . ا مبسوطة ) ، فكان حظهم الأوفى، وقدحهم المعلى. واستدلت الإمامية باعتقادها هذا على جملة وافرة من الآيات القرآنية، إليك بعضاً منها :