كتاب: الشهيد سليماني في خطاب أعدائه - ثلاث قراءات
المؤلف: المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق
الناشر: الجمعية اللبنانية للفنون - رسالات
عدد الصفحات: 200
قبل أن يدخل الجنرال قاسم سليماني قائمة الشهداء الأبرار بعد أن كان فخورا بلقب الشهيد الحي الذي كان قد أضفاه عليه الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، كان قائد فيلق القدس قد أصبح بمصاف "البطل الأسطوري" في نظر الشعب الإيراني الذي خصه بأسمى مشاعر المحبة والتقدير لما قدمه من تضحيات وخاضه من معارك دفاعًا عن البلاد منذ قيام الثورة بقيادة الإمام الخميني (قده) وحتى اللحظة الأخيرة من حياته. وكان للشهيد دور حاسم في رص الصوف في مواجهة العدو الإسرائيلي ودعم مقاومته، كما يبرز ذلك بالخصوص في علاقته الاستراتيجية مع المقاومة الإسلامية في لبنان، ومساهمته الشخصية في إدارة حرب الثلاثة وثلاثين يوما التي انتهت بالنصر الإلهي"، كما وصفه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ( حفظه الله). فضلا عن العلاقة الوطيدة والراسخة التي أقامها مع فصائل المقاومة الفلسطينية ولا سيما غزة، ومع الشعب اليمني في وجه التحالف العدواني. وكان للشهيد أيضًا دور حاسم في الدفاع عن العراق وسوريا ولبنان من خلال تدخله الميداني وخططه الاستراتيجية التي ساهمت بقوة في القضاء على "داعش" في العراق، وهزيمة معظم المنظمات الإرهابية في سوريا. لقد عمل هذا القائد الكبير بصمت وتصميم وغالبًا خلف الخطوط، في مسرح مكشوف وواضح المعالم وشديد التعقيد في أن معا. خاض جهاده في ساحات متشابكة وفي مواجهة جبهة من الأعداء، وفي ميدان مترامي الأطراف وفي بيئات اجتماعية وسياسية متباينة ومتنافرة، ومع ذلك تمكن من تحقيق أهدافه بزمن قياسي وبأساليب مثلى وبأقل الأثمان وبرؤية توحيدية جامعة. يقول أحدهم كان آخر من نطلبه للمساعدة وأول من يصل إلى مد يد العون.