كتاب: الأخلاق الإسلامية في القرآن دراسة في الأسس والمفاهيم
المؤلف: محمد حسين فهيم نيا
تعريب: الشيخ محمد نبيل جمعة العاملي
عدد الصفحات: 396
للإنسان أبعاد وجودية ثلاثة الفكر والصفات النفسية، والسلوكيات والأفعال، أما الفكر، فهو الذي يشخص الواقعيات عن غيرها، وأما الصفات النفسية، فهي القوة التي في وجودنا والتي تحركنا نحو الأعمال التي تقوم بها، وأما أفعالنا وسلوكياتنا، فهي البعد الوحيد الذي له بروز و ظهور خارجي، وبما أن الإسلام منهج ومدرسة متكاملة وجامعة، لذا فقد تعرض إلى الجوانب الثلاثة، وحتى الآيات الشريفة في القرآن الكريم تم تنظيمها وفقاً لهذه البنية، فهي لا تخرج عن هذه الأبعاد الثلاثة. هذا، ومضافاً إلى تأثير المباحث الأخلاقية للدين في البناء الروحي للإنسان، فإن للمسائل العقائدية والإيمانية أثراً كبيراً في تقوية البنية الأخلاقية أيضاً، كما أن مراعاة الأحكام الدينية أبي الأرضية لتغييرات مهمة في طريق تهذيب الروح ونقاتها، والوصول إلى الخصائص الأخلاقية الحسنة. إن الكتاب الماثل أمامكم على الرغم من كونه ناظراً إلى تصنيف المسائل الأخلاقية، فهو يسعى كذلك إلى إضفاء وجهة نظر قرآنية عليها، على أن أغلب مباحثه ليست مسبوكة بالسبك المتعارف عليه في الكتب الأخلاقية القديمة أو الحديثة. يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة أقسام، ويتكون القسم الأول من فصلين يتعرض الفصل الأول المفاهيم الأخلاق وكلياتها، بينما يتعرض الفصل الثاني إلى الأخلاق الفاضلة عند أرسطو، والأخلاق الإسلامية. الأخلاق الإسلامية في القرآن، دراسة في الأسس والمفاهيم أما القسم الثاني فيتعرض إلى الأسس القرآنية للأخلاق، فالأخلاق تعتمد على قواعد، مثل: تصحيح العقائد أو المباحث المينائية والمؤثرة في مسألة المعاد، أو تبتني على القبول بعدة أسسي وأصول قرآنية أخرى من قبيل: اختيار الإنسان، وأصالة الروح، والجرد الروح، والحسن والقبح العقليين... وفي القسم الثالث سيتم البحث عن علاقات الإنسان بالله وبالناس وبنفسه وبالطبيعة. ونتيجة لذلك، فإن كل واحدة من هذه العلاقات ستكون إما إيجابية أو سلبية. وقد بحثت وقيمت أغلب المفاهيم والعبارات الأخلاقية المعروفة بناء على هذا التقسيم وبالاعتماد على الآيات القرآنية. وقد قمت في السنين السابقة - ونظراً للحاجة الماسة - بكتابة بحثين أخلاقيين. وذلك بإشراف حجة الإسلام والمسلمين جناب الأستاذ الدكتور أحمد عابدي، ثم قمت ويتوصية منه - بالمواسعة بين البحثين لإعدادهما للطباعة. ولهذاء فإني أرى هنا أن من الواجب على أن أتقدم بالشكر الجزيل السماحة الأستاذ على كل ما قدمه من لطف ومحبة، وبالخصوص عبر كتابته المقدمة علمية جامعة لهذا الكتاب. ونأمل من الله عز وجل أن يوفقنا للسير في مسيرة الهداية وبناء الذات، اعتماداً على المعارف العميقة والأبدية للقرآن الكريم ولأهل البيت الله.