كتاب: مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل - 18 جزء + الفهارس
المؤلف: الميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الفهارس 1
الفهارس 2
الفهارس 3
الشيعة وتدوين الحديث : واما الشيعة فانها ترى بان الرسول الاعظم - الذي حطم غرور مناوئيه ودحر أعداءه الذين ركب الطيش رؤوسهم وتسربلوا سراويل الهمجية - يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويدعوهم للتحلي بالصفات الحميدة والسجايا الرشيدة لم يكن - وهو رحمة الله للعالمين - تاركا امته تسير سيرا عشوائيا من دون ان يعين لها رباناً يهديهم دار السعادة ويبين لهم الاحكام والفرائض . فأودع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) نواميس الإسلام وأحكامه ، وسننه وفروضه وما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم ، فدون ( عليه السلام ) - ما دون - بخط يده ، في حياة الرسول ، مما أملى عليه ، كتاب الاحكام والسنن ، فيه كل حلال وحرام حتى أرش الخدش ، وهو المسمى بالصحيفة الجامعة (1) . وأخرج الحمويني - كما في ينابيع المودة - بسنده عن الباقر عن أبيه عن جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي اكتب ما املي عليك ، قلت : يا رسول الله أتخاف على النسيان ؟ قال : لا ، وقد دعوت الله عز وجل أن يجعلك حافظا ، ولكن اكتب لشركائك الأئمة من ولدك بهم تسقى امتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عن الناس البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وهذا أولهم وأشار الى الحسن (۱) ارشاد المفيد ص ۲۹۲ واعلام الورى ص ١٦٦ . ( عليه السلام ) ثم قال : وهذا ثانيهم وأشار الى الحسين ، قال : والائمة من ولده (۱) وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ان عندنا جلدا سبعون ذراعا إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) ، وان فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى أرش الخدش (۲) ويظهر ان الامامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) قد رأيا ذلك ، وهي معروفة عند أعلام العامة كغياث بن ابراهيم ، وطلحة بن زيد ، والسكوني ، وسفيان بن عيينة ، والحكم بن عيينة ، ويحيى بن سعيد . ان اهتمام الائمة المعصومين بتدوين الحديث ، كان العامل الحساس والاساسي في حفظ تلك الآثار الخالدة والكتب القيمة والاحاديث الهامة ، بالرغم من المتناقضات التي كانت تتحكم آنذاك بين المسلمين ، فبعض يرى تدوين الحديث وآخرون يرون خلافه