كتاب: عصر النبي صلى الله عليه وآله
المؤلف: المحقق الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي
عدد الصفحات: 712
لقد أرخ القرآن الكريم في آياته البينات للرسالة الإسلامية وللرسول الأعظم (صلى اله عليه وآله الشيء الكثير مما يرتبط بالسيرة والمسيرة والأحداث والإنجازات والأخطار التي تعرّض لها الإسلام وسيتعرّض لها في مستقبل أيامه باعتباره رسالة إلهية كاملة وخالدة تتبنّى تغيير الواقع الفاسد وترمي إلى إصلاحه وترشيده وإكمال المسيرة البشرية باتجاه تحقيق الأهداف المثلى للإنسانية. وقد جاءت فترة تدوين مصادر التاريخ الإسلامي في أعقاب عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) وعصر نزول القرآن الكريم بفترة طويلة نسبياً، ومع ذلك لم تستوعب هذه المصادر كل أحداث عصر الرسالة لأسباب كثيرة، ربما تعرف لمن يؤرّخ تلك الأحداث ويؤرّخ لمصادرها ولما رافقها من مخططات وأساليب كانت قد اتخذت لإجهاض الرسالة، ولم تفلح في محصلتها النهائية؛ وذلك لما تضمنته مصادر الرسالة واحتوت عليه رموزها من عناصر القوة والديمومة والبقاء. وتنوعت مناهج المؤرخين ومصادرهم وأغفلت جملة من مصادر التاريخ الإسلامي المصادر الأساسية التي أصلها القرآن الكريم والرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله) وأعني بهم أهل البيت العين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، حيث اعتبرهم الرسول (صلى اله علي وآله) سفن النجاة وجعلهم إلى جانب القرآن عصمة من الضلال ومع ذلك تجاوزتهم الحكام وشرائح من الأمة تبعاً لثقافة المنحرفين عنهم وعن خطهم ورسالتهم ؛ وبذلك أصبحت ثقافتهم وعلومهم مهمشة حيث لم يسمح المنحرفون عنهم بالتعرّف على ثقافتهم التى لو اطلع عليها كل إنسان فضلاً عن كل مسلم لما ارتاب في ضرورة التثقف بثقافتهم والإنتهال من غزير علمهم. ولأهل البيت عناية خاصة بالتاريخ تبعاً للقرآن الكريم كما أن لهم عناية خاصة بنهج الرسول العظيم (ص) وسيرته الفذة لأنها تعرضت للتحريف والتحوير شأن سائر الأعلام الهادية والرموز الكبيرة التي ساهمت في حركة الإصلاح والتغيير الاجتماعي الإنساني وحاربت رموز الظلم والطغيان. وقد قام العلامة البحاثة الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي بجهد نوعي في هذا المضمار معتمداً نصوص أهل البيت ومصادرهم إلى جانب سائر المصادر التاريخية أيضاً ليكشف الضباب عن سيرة أعظم نبي وأكرم رسول جادت به السماء إلى البشرية، وأصبح جهده موسوعة كبيرة في أجزاء ثمانية جعلت محور بحوثها الرسول الأعظم (ص) والأمناء على رسالته من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. وقد حرصنا على تلخيص الأجزاء الثلاثة الأولى منها الخاصة بعصر النبي الخاتم سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى اله علي وآله وإخراجها ككتاب دراسي مهتمين بأهم بحوثها. ويُشكر فضيلة الباحث الفاضل السيد باقر الرضوي (دام عزه) لتحمله عناء هذا الجهد، وقد راجعناها كما راجعها سماحة المؤلّف (دام عزه) وأقرها فكانت هذا الكتاب الذي بين يديك. نسأله تعالى دوام التوفيق وحسن الأجر وهو المسدّد للصواب. السيد منذر الحكيم بیروت، ۳۰ صفر المظفر ١٤٣١ ذكرى رحيل الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) .