كتاب: بولس سلامة شاعر الغدير وكربلاء، في الزمن الأخير
المؤلف: كمال السيد
عدد الصفحات: 183
في عام ١٩٤٨ ظهرت أول ملحمة عربية حديثة إلى النور، تحت عنوان عيد الغدير) عکست تاريخاً حافلاً بالبطولات الانسانية والامجاد الاخلاقية والنيل والفروسية وبكل ما يفخر به الانسان كإنسان. وقد ظهرت هذه الملحمة الفريدة في نفس العام الذي اعلن فيه عن قيام ما يسمى بدولة إسرائيل هذا الاعلان الذي يمكس بمرارة ما وصلت إليه الأمة العربية والإسلامية من ضعف وتراجع... كانت الأمة تعيش حالة من التمزق والاستلاب وتعاني من أزمة في الهوية، واذا كان الشعراء في الأمم ينظرون إلى ما وراء الضباب، فإن بولس سلامه الشاعر المسيحي رأى في رسالة الاسلام والرسول محمد وأهل بينه ملحمة كبرى، يمكن أن تهز وجدان الأمة العربية فقدمها خلال ستة أشهر فقط من أجل اضاءة سراج في طريق الأمة نحو حياة حرة كريمة. بولس سلامه ذلك الانسان الذي صاغه الألم وصهرته المعاناة وجعلت منه انساناً وشاعراً ملحمياً. جدير بالجيل اليوم أن يقرأه بولس سلامه شاعر الغدير وكربلاء قراءة واعية.. قراءة لانسان بلغ من الاخلاص درجة تشعرك بصدق كل ما يقول؛ فإذا هو أمامك في ضوء الشمس على حقيقته، في أهاته وتأوهاته وشكواه وسخريته، في بكائه وتهكماته وكما قال في مقدمته لـ مذكرات جريح وكان الاخلاص دليلي في كل ما أكتب فتجردت من كل شيء إلا من حقيقتي العارية وأثرت إبداء مقاتلي على التلبس بلباس المصانعة؛ إذ الاجدر بي أن استجلب لومك مصارحاً من أن أنال رضاك مداجياً». ان تجربة بولس في معاناته وصبره المرير يستحق أن نقف له اجلالاً؛ فقد كانت حياته والأمه ومقاومته وابداعه الأدبي ملحمة هي الأخرى تضاف إلى ما كتبه من ملاحم رائعة.
bulis salamat shaeir alghadir wakarbala', fi alzaman al'akhir