كتاب: الجذور التأريخية والنفسية للغلو والغلاة، دراسة تحليلية في الهوية والجذور لواقع الفرق المغالية
المؤلف: الشيخ سامي الغريري
عدد الصفحات: 513
نبذة عن الكتاب
يستعرض كتاب "الجذور التأريخية والنفسية للغلو والغلاة" للشيخ سامي الغريري، أسباب ظهور الغلو في الفرق الإسلامية، محللاً الهوية والجذور الثقافية والنفسية والاجتماعية التي أدت إلى تشكله. يسعى المؤلف من خلال هذا العمل إلى تقديم رؤية شاملة لفهم هذه الظواهر المتطرفة، ولتمهيد الطريق لمناقشات معمقة بشأن إصلاح الفكر الديني.
أهم محتويات الكتاب
1. تعريف الغلو وأشكاله
يبدأ المؤلف بتعريف الغلو بشكل عام، وماهيته، ويستعرض الأشكال المختلفة لهذا الغلو في تيارات فكرية ومذهبية متعددة. يوضح الشيخ سامي أن الغلو لا يقتصر فقط على العبادات بل يتطرق أيضاً إلى السلوكيات الاجتماعية والسياسية للفرق.
2. الجذور التأريخية للغلو
في هذا القسم، يتناول المؤلف السياق التاريخي الذي شهد بروز الغلاة، ويركز على الأحداث الكبرى التي ساهمت في تشكيل الهوية المغالية. يُظهر كيف لعبت الظروف السياسية والاجتماعية دوراً مهماً في تغذية الفكر المغالي.
3. العوامل النفسية وراء الغلو
يتناول الشيخ سامي العوامل النفسية التي يمكن أن تدفع الأفراد إلى الغلو، مثل الحاجة إلى الانتماء، الشعور بالتهديد، والتأثر بالبيئة المحيطة. يفسر كيف يمكن لمثل هذه العوامل أن تُؤدي إلى تشكيل هويات متعصبة.
4. تأثير الغلو على المجتمع
يناقش الكاتب التأثيرات السلبية للغلو على النسيج الاجتماعي، بما في ذلك تقسيم المجتمع، وزيادة التوترات الطائفية. يسعى إلى إظهار الآثار الناتجة عن الفكر المغالي على العلاقات الإنسانية.
5. سبل العلاج والوقاية
في نهاية الكتاب، يقدم الشيخ سامي بعض الاقتراحات والسبل الممكنة لعلاج هذه الظواهر، مشيراً إلى ضرورة تكاتف الجهود العلمية والدينية لمواجهة الأفكار المتطرفة.
عن المؤلف
الشيخ سامي الغريري هو عالم دين وكاتب معروف في مجالات الفكر الإسلامي. يتميز بأسلوبه الواضح والسلس في الكتابة، ويعتمد منهجاً تحليلياً مدعماً بالأدلة التاريخية والنفسية. يقوم في أعماله بتسليط الضوء على القضايا الإسلامية المعاصرة، مما يجعله واحداً من الأصوات البارزة في هذا المجال.
الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب
من خلال قراءة "الجذور التأريخية والنفسية للغلو والغلاة"، يمكن للقراء فهم أعمق للظواهر الغلوية وأسبابها. كما يساهم الكتاب في تزويد المهتمين بالدراسات الإسلامية بأدوات التفكير النقدي والتحليلي، مما ينبغي أن يساعد في تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الفرق الإسلامية.
منذ فترة طويلة وأنا متردد في كتابة هذا الموضوع المهم ، والشائك ؛ لأنه يتعلق بالعقائد من جهة ، ودراسة الفرق من جهة أخرى ، ولكن كنت مستشعراً أهمية هذه المادة المفيدة، لتفهيم أبناء الأمة الإسلامية ما يبيته لهم أعداؤهم ، مــن الإصرار على تفتيت وحدتهم، والتشويش المتعمد على أفكارهم، وهم يعملون هذا تحت ستار الدفاع عن الإسلام ، مما جعل الكثير من أبناء المسلمين يقعون ضحية تلك المؤامرات الخفية منها ، والظاهرة ، ومما يدعو إلى التأمل زهد كثير من الكتاب ، والمؤرخين ، وأصحاب الإختصاص عن البحث في حقيقة هذه المادة ، فجهلوا الأخطار التي تُبيّت لهم . وهذه الدراسة المتواضعة ليس إقراراً، أو دفاعاً وإنما هي دراسة نرجو منها أن تحقق أهدافاً طيبة في خدمة الإسلام، والمسلمين ، ولفت أنظارهم إلى مواقع الاختلاف بين الإمامية ، والفرق المغالية ، والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل ، فهي نوع من أنواع العلاج لتلك الأخطاء ، والمآسي التي لحقت بالإمامية على وجه الخصوص، وعلى الإسلام، والمسلمين على وجه العموم ، وهذه الأخطاء التي جردت فيها الأقلام تارةً ، والسيوف تارةً أخرى ، لا شك أنها خلافات سياسية أكثر منها عقدية ، وأما إذا كانت خلافات علمية فهذه خاض غمارها العلماء ، كل فريق يؤيد ما يذهب إليه ، وينقض ما ذهب إليه الخصم ، بعين الإنصاف طبقاً لقاعدة : «رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري يحتمل الصواب». والذين يتربصون بالإمامية الدوائر : (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ) (۱) ، والذين يمدونهم بكل ما لديهم من التشجيع المادي والمعنوي ، فإذا بهم يتحولون إلى وحوش ، وسباع ضارية ، لا يرقبون في مؤمن إلا ، ولا ذمة . لقد تربى هؤلاء على موائد الكفرة ، ودرسوا في مدارسهم ، وأتقنوا مناهجهم ، ثم أظهروا أنفسهم أبطالاً فاتحين ، واتخذوا لأنفسهم شهادات ، وشعارات براقة خادعة ، وهم ما بين مدافع ثوري اشتراكي ، أو رأسمالي جشع حقود حسود ، أو ماسوني إينما يوجه لا يأتي بخير ، فابتليت الأمة الإسلامية بهم أشد البلاء، وتوالت عليهم المحن، وظهر الإلحاد، وتفرقت الكلمة ، وظهر قرن الشر ، ولكن ونحن على أعتاب صحوة يتمنى كل مؤمن أن تتم بخير ، مع الخوف الشديد أن توجه هذه الصحوة في غير مسارها الصحيح فتنتكس الأمة انتكاسة ربما لا تقوم لها قائمة ـ لا سمح الله - إذا نجح هؤلاء المندسون ، والمأجورون ، على كل شيء حتى على دينهم الذين يعتقدون به . فقد أحاطوهم بصراخ ، وعويل ، أفقدوهم حتى مجرد التفكير ، وجندوهم لقطع أوصال الأمة ، وإلقاء بذرة الشقاق ، ودربوهم على طريقة إلصاق التهم بالآخرين من أهل الحق ، وتشويه سمعتهم ، وذلك من خلال منحهم الشهادات العالية ، والمنح الدراسية ، وكرسي الأستاذية في الجامعة الفلانية ، لاستعباد عقولهم بأي ثمن كان .