كتاب : مواصفات المرجع الديني، من الفقه إلى الفكر
المؤلف : الشيخ عباس بن نخي
عدد الصفحات : 640
نبذة عن الكتاب
كتاب "مواصفات المرجع الديني، من الفقه إلى الفكر" هو عمل متميز للشيخ عباس بن نخي، يتناول فيه خصائص المرجعية الدينية وأهمية هذه الخصائص في تشكيل الفكر الإسلامي المعاصر. يسير المؤلف في عرض أفكاره بطريقة تحليلية، حيث يقدم رؤية فلسفية وعلمية حول الدور الذي يلعبه المرجع الديني في حياة المجتمع الإسلامي.
أهم محتويات الكتاب
1. تعريف المرجع الديني
في هذا الفصل، يقوم الشيخ عباس بتوضيح مفهوم المرجع الديني وأدواره المتعددة. يتناول كيف يكون المرجع مصدرًا للعلم والفتوى، وكيف يتجلى دوره في حياة الفرد والجماعة. يتمثل دور المرجع في توجيه المجتمع وتعزيز القيم والمبادئ الإسلامية.
2. المؤهلات العلمية للمرجع
يستعرض هذا القسم الشروط والمعايير التي يجب أن يتمتع بها المرجع الديني، مثل العلم الغزير في الفقه وأصول الدين، إضافة إلى القدرة على التفاعل مع القضايا المعاصرة. يشدد المؤلف على أهمية الدراسات الأكاديمية والبحث العلمي لتحصيل هذه المؤهلات.
3. المرجعية وفهم العصر
يتناول المؤلف في هذا الفصل أهمية أن يكون المرجع الديني متفهمًا لمتطلبات العصر ومتغيراته. ويشير إلى ضرورة أن تتضمن الفتاوى وجهات نظر تتماشى مع التحديات التي تواجه المسلمين اليوم، مما يجعل المرجع أكثر قربًا من واقع الناس.
4. الفكر النقدي في المرجعية
في هذا الجزء، يناقش الشيخ عباس أهمية التحلي بالفكر النقدي في الفتاوى والمواقف. يدعو إلى ضرورة وجود مبدأ الشفافية والنقد البناء، ليظهر كيف يمكن للمرجع أن يكون مرشدًا حكيمًا مع حرية الرأي والمناقشة.
5. دور المرجع في بناء المجتمع
يستعرض الكاتب كيف يمكن للمرجع أن يساهم في بناء مجتمع متماسك، من خلال تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية. يتحدث عن دور المرجع في نشر الثقافة الإسلامية وتعليم الأفراد كيفية التفاعل مع الواقع وتحدياته بفعالية.
نبذة عن المؤلف
الشيخ عباس بن نخي هو عالم دين معروف يتمتع بخلفية أكاديمية غنية وخبرة واسعة في مجالات الفقه والفكر الإسلامي. يتميز أسلوبه في الكتابة بالوضوح والدقة، حيث يسعى لربط التعاليم الإسلامية بالواقع المعاصر بطريقة تجذب القراء وتستفزهم للتفكير النقدي.
الفائدة المرجوة بعد قراءة الكتاب
يهدف الكتاب إلى إثراء المعرفة لدى القراء حول دور المرجع الديني في العصر الحديث. بعد القراءة، سيتزود القارئ بفهم أعمق لمتطلبات المرجعية وما يرتبط بها من مسؤوليات، كما سيحصل على رؤية شاملة حول كيفية توظيف الفكر الإسلامي في مواجهة تحديات العصر.
لقد غزيت الحوزة العلمية على طريقة " حصان طروادة " ، وأخترقت المرجعية الشيعية لأول مرة في التاريخ، وقحمها الغزاة ودخلوا فيها وانتسبوا إليها، ثم راحوا ينخرون أسسها، ويقوضون الحصن من داخله فقد أبتلي التشيع فيما مضى بتيارات منحرفة، وأرباب بدع وضلالات، وأنشقاقات أنزلت به النكبات والويلات وخلقت مذاهب ومدارس مالت بأتباعها عن الحق وشطحت بهم بعيداً... ولكن لم يسبق أن بلغ الأمر هذه الدرجة، ولا أن وصل وجاز هذه الحدود. فلم ينتحل المرجعية ويدعيها مفتر مندس قبل هذا العصر، ولا سبق أن عي " الحماة " في الذود عن " الحصن " والدفع عن "القلعة" ، كما لهم اليوم ! وكنت إبان هذه الحقبة المؤلمة في الحوزة العلمية (في قم المقدسة)، أعيش في قلب الحدث وأرصد الظاهرة الخطيرة عن كتب ألاحظها وأسجل تفاقمها بدهشة واستغراب، وكأنها حكاية تروى وقصة تؤثر، بل خطة تنفذ من فرط ترابط الحبكة وإحكام النسج، حتى صرت أترقب وأتوقع أين ستنفجر القنبلة " التالية وعلى يدي من؟ ومن أين ستأتي الطامة الجديدة وبأي ثوب ستظهر. وها أنا اليوم أواكب المسيرة من مواقع النكبات والكوارث، ومحال الرزايا والمصائب، واتجمع النتائج في الساحة العملية والميدان التبليغي والموقع الدعوي، في تيارات تجرف وجماعات تستقطب وأحزاب تتكسب فتنظم وتقود.... أدعت الزعمائها الفقاهة زوراً وأنتحلت لهم المرجعية غصباً، وهي كلها زائفة وباطلة. إن ما حل بالساحة الإيمانية من ضعف عقائدي وضياع روحي، وتخلف علمي وعملي، وتناهب واستلاب اجتماعي وسياسي، يحكي جانباً من المعطيات الخطيرة والنتائج المدمرة لما أصبح ظاهرة، هي " فوضى التقليد والمرجعية " ، وضياع المعايير الصحيحة الحقة في الرجوع إلى العلماء وأخذ معالم الدين وأحكام الشريعة منهم..... ... في خضم سلطات وحكومات جائرة، تتحرك بين الإهمال والمؤامرة، وأموال قذرة ترفد الضلال من شحت وخيانة، وسطوة إعلامية فاجرة، طالت الدين وشوهت العقيدة وذهبت بالمذهب، وخلقت فوضى ضاعت فيها الموازين وتقوضت الأسس، وتداخلت المصاديق وتشابهت الصور ... كان لا بد من إعادة التموضع، ورسم الصورة الحقة والشكل الصحيح لهنذا الركن الركين من الدين، والأصل المنبع الذي عاثوا فيه وهائوا.