كتاب : نظرية الأكمل وإشكالية الشرور
المؤلف : الشيخ عمار التميمي
عدد الصفحات : 319
لم تخل المكتبة الاسلامية من البحوث المتنوعة ، وعلى كافة الاتجاهات المعرفية القديمة منها والحديثة ، سطر فيها الباحثون والمفكرون اجود التقريرات من خلال المعطيات المتوفرة في شتى المعارف الاسلامية ، وكان من اهم ما اتجهت اليه الانظار المسلك العقائدي الذي انبثقت منه المدارس الكلامية الترسل بالوان مختلفة من الفكر الاسلامي ، كانت محايدة في بعض الاحيان للمنهج العام للنظرية الاسلامية ومخالفة في الآن الآخر ، فحلت من انفسها ساحة للصراع مع المدارس الفلسفية حول بعض المناهج والافكار.... على العموم احد الابحاث التي كانت تطرح بالتبع هي نظرية الخلق او الاحسن كما عرفتها المدارس الكلامية ونظرية الاكمل كما اطلقت عليها المدارس الفلسفية ، وتدور رحاها حول كيفية خلق العالم واصله، وهل النظام المتوافر هو الاحسن والاكمل ، او يمكن ان يكون هناك اكمل ، وان كان ، لم لم يكن ، وهل هو عجز في القدرة عن الاتيان بافضل ، وهل في الامكان ابدع من مما كان أو ليس في الامكان ، وغير ذلك من الاسئلة التي اثارتها بعض المدارس ، واختلف الاجوبة وتباينت الحلول ، وكان من لوازمها هو مبحث الشرور ، لان النظام الاكمل لا يتوافر فيه الشر والا لم يكن اكملا... على كل حال فولدت الفكرة في مناقشة لاصل الفكرة حينما كنت منشغلا بتحقيق كتاب القبسات للمحقق الداماد ، الذي خصص فيه (قدس سره) اغلب فصوله للبحث حول الحدوث والقدم ، ومفهوم النظام الاكمل او الاصلح كانت من المباحث التي تؤخذ بالعرض حين البحث ، فعقدت العزم متوكلا على الحي القيوم ، وقد اقتضت خطة البحث ان تكون المناقشة علمية لاصل الكون في المنظور العلمي الحديث ، فتم استعراض احدث واهم نظريتين في مجال الفيزياء الكونية ، مع مناقشة بسيطة لمبانيهم تاركا السعة والشمول لكتابنا الفيزياء الكونية بين النظرية والتطبيق) حيث المناقشة الأوسع مع فيزياء الجسيمات ، ثم الكلام للفلسفة حيث نظرة المدرسة اليونانية منذ بواكير التفكير المنظم وانتهاءا بنهايتها لننتقل الى المدرسة الغربية لنبدا فيها بالعصر الوسيط وتنتهي بالفلسفة الحديثة ، والحال اختلف في نظرة الفلسفة الاسلامية لاصل ومفهوم الخلق حيث الافكار الاعمق ، لذا كان الاختصار في طرح المباني هو المنهج الذي سلكناه ، بعد الدخول في معترك الآراء والمناقشات ، ثمة وقفة لنا كانت مع اشكالية الشرور وحقيقتها ولوازمها ....