كتاب : الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية - ج1 ج2
المؤلف : الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء
عدد الصفحات : 498/673
الجزء الاول
الجزء الثاني
لو قدر للمرء أن يطلع على فصول هذا الكتاب الدين والإسلام ، أو : الدعوة الإسلامية إلى مذهب الإمامية أو يطل إطلالة يسيرة على بعض فصوله المتتابعة ، يجد نفسه بلا شك يعاشر (الشغف) الكبير في التهام سطوره، ثم لا يجد محيصاً عن متابعته حتى يأتي على آخره ! فلقد حالفني الحظ والتوفيق في أن أبسط يدي وأنا أنشر دفتي هذا الكتاب الجليل محققاً ، ثم صرت أعدو في قراءة بعض سطوره، ولم أحس إلا وأنا أخوض غمار أفكاره الرشيقة وعباب مواضيعه الأنيقة ، فصرت أعتني بالتهام سطوره وكلماته أيما اعتناء. قد يحدث أن أقف عند من لم يسمع بهذا الكتاب الشريف، أو أن يديه قد قصرتا عن تناول سوى هذين الجزئين المطبوعين من هذا السفر الخلاق، وأجد الحق مع الثاني : إذ لم أجد أحداً يدعي رؤية باقي الأجزاء بمكان ، سوى ما قيل من أنها تضج في خزانة الورثة بكاء وعويلاً ، تطلب السراح الجميل . لكن لا أخال أحداً من المثقفين لم يسمع بهذا الاسم : (محمد الحسين كاشف الغطاء) ولم يشهد لقب (كاشف الغطاء) بالمرة ، فإنني لا أكون مغالياً لو ادعيت بأن لهذا الرجل من العظمة ما يخوله لدخول تاريخ الإبداع الإسلامي بأوسع أبوابه ، وعده ضمن قائمة عباقرة القرن العشرين. وهذا الكتاب الذي يمثل بين يديك - عزيزي القارئ - رغم حجمه المتواضع ، يعد إحدى المحاولات الهادفة والجادة في طريق ذات الشوكة ، حيث ولد في وقت تعز ولادة أمثاله، وظهر في زمان أشد ما يكون فيه المؤمن وهو يريد أن يترسم بفهم أصول دينه ، فلا يجد من يرشده وسط مجموعة هائلة من التيارات الإلحادية، والحركات ذات النزعة الداروينية، والتكتلات المنحرفة التي تقودها أقطاب المادية العالمية ذات الهوس بالتطور التكنولوجي والتقني الذي اجتاح أوربا والعالم الغربي آنذاك. لقد ولد هذا الكتاب في زمن المواجهة العسيرة مع جحافل الكفر والزندقة والإلحاد، وهي تحمل معاولها بأيديها ، ولا تريد إلا القضاء على هذا الدين، من خلال هدم أركانه وإطفاء نوره المستطير . إن التعرض لهذا النوع من التأليف في زمن (القحط) العقائدي ، يعد بلا شك مبادرة شجاعة من صاحبه، وضميمة حقيقية وحية تكشف عن جملة معانٍ سامية وهادفة ، تبرزها في ظل القهر والتراجع والانحناء للأقوياء، ولذلك لا ينفك عن كون هذا المؤلف دراسة جريئة)، تنبض بالحياة وتعيد النشاط في