وبعد فيقول المفتقر إلى الله جل جلاله عبد الأعلى الموسوي خلف المرحوم العلامة الجليل السيد علي رضا : هذه خلاصة ما حققناه وحققه مهرة مشايخنا - قدس الله أسرارهم - المبتكرين في هذه الصناعة بعد طول الجهد وتحمل المتاعب أبرزتها في أسهل العبارات وأيسر الجملات، خالية عن جميع الزوائد ، مشتملة على كثير من الفوائد، وسميتها بـ تهذيب الأصول عن الزوائد والفضول، راجياً أن يهذبنا الله تعالى عن كل مالا يرضيه، ويحلينا بكل ما يرتضيه، وأن يجعله كافياً لصحة الاعتذار في أحكامه المقدسة إلى يوم القيامة . ومنهجنا في هذا الكتاب يخالف ما هو المتبع في سائر الكتب، فهو مؤلف من مقدمة ومقاصد ثلاثة . 1 - المقدمة : وفيها أمور عامة . ٢ - المقصد الأول: في مباحث الألفاظ، ومنها المشتق، ومبحث التعارض. ولكن لما لم تكن لمبحث المشتق فائدة مهمة فقهية جعلناه في المقدمة تبعاً للأصوليين . ٣ - المقصد الثاني : في الملازمات العقلية بقسميها - المستقلة وغير المستقلة كمقدمة الواجب، ومسألة الضد، ومسألة النهي في العبادة . ٤ - المقصد الثالث : في ما يصح الاعتذار به كمباحث القطع، والأمارات والأصول العملية، والاجتهاد والتقليد. وجميع مباحث الألفاظ ترجع إلى تشخيص صغريات أصالة حجية الظهور التي هي من أهم الأصول النظامية العقلائية. وحيث أن أساس الفقه مبني على الكتاب والسنة، وهما بمعزل عن الملازمات العقلية؛ جعلوا بحث الملازمات العقلية في طي مباحث الألفاظ، إلا اننا عقدنا لها باباً مستقلاً، وهو المقصد الثاني . وخالفناهم في مبحث التعارض فجعلناه من مباحث الألفاظ، وفي بحث الاجتهاد والتقليد فجعلناه من مباحث ما يصح الاعتذار به . ولا يخفى أن الأصول مقدمة وآلة للتعرف على الفقه؛ وليس هو مطلوباً بالذات، فلا بد أن يكون البحث فيه بقدر الاحتياج إليه في ذي المقدمة، لا زائداً عليه، وأن تكون كيفية الاستدلال فيه مثلها في الفقه في مراعاة السهولة، وما هو أقرب إلى الأذهان العرفية لابتناء الكتاب والسنة اللذين هما أساس الفقه على ذلك، فالأصول من شؤون الفقه لا بد أن يلحظ فيه خصوصياته من كل جهة .
تهذيب الأصول
أضيف بتاريخ 08/03/2024
مكتبة نرجس