كتاب : الحسينيات، الوظيفة والآليات
المؤلف : أحمد محمدي
عدد الصفحات : 42
الوظيفة تربوية أم تعليمية؟ هناك من يطالب الحسينيات بتأسيسه علمياً، ويعيب على بعض الخطباء تكرارهم لذات المواضيع سنوياً؛ فتسمعه يعاتب الخطيب الفلاني: لماذا لا يتطرق لتلك الشبهة أو لماذا لا يثير الموضوع العلمي الكذائي ؟ والواضح أن مريدي الحسينيات، لا يخرجون بتأسيس علمي رصين، فهو مثلاً يقول: إن كلام المعصوم حجة، دون استيعاب كامل لأدلة العصمة، والتمييز بين دليل الإمكان، ودليل والوقوع، وإدراك أهم الإشكالات والرد عليها .. فما هو سبب الخلل؟ الإنسان كائن مركب من : جسد وروح الروح: جوهر مجرد عن المادة لا تتعلق بمكان ولا زمان حقيقتها بالقوة العقلية. والقوة العقلية تنقسم إلى: عقل نظري وعقل عملي. العقل النظري: يدرك القضايا الكلية، أما العقل العملي فمهمته ادارة البدن. العقل مثله مثل العضلة حيث لها الإستعداد للتقوية من خلال التمارين لذلك من الواضح من يتمرن على الأثقال بنيته الجسدية تختلف عن الإنسان العادي. فما السبيل لتربية العقل وتقويته ؟ العقل النظري يتقوى من خلال التعليم أما العقل العملي يتقوى من خلال التربية التعليم مكانه الحوزة الدروس والندوات والكتابة والتعليق والمباحثة التربية مكانها المساجد والحسينيات والدورات الصيفية. التربية تكون بالخطابة والوعظ والإرشاد، وقد يستخدم تحريك الخيال لتحريك المشاعر ليحفزك على السلوك، كالشعر مثلاً. السلوك كـه الصدق ، الصلاة الخ بحاجة إلى التكرار (1) المستمر حتى تصبح صفة أخلاقية للنفس لذلك قد تجد بعض المؤمنين أخلاقهم أعلى من أساتذة الحوزة ولكنه يفتقر للأدلة العلمية فهو يحفظ الرسالة العملية ولكنه لا يعرف أدلتها ! إذن الحسينيات وظيفتها تربوية لا علمية (٣)