كتاب : حاجة الأنام إلى النبي والإمام
المؤلف : السيد علي أصغر الموسوي اللاري
عدد الصفحات : 163
ومن ناحية اخرى يتقمصون سربال النبوة والامامة على قاماتهم القصيرة، على خلاف ضرورة العقل والعقلاء، ثم ينكرون نزول الوحي على الانبياء وصدور المعاجز منهم من قبل الله تعالى، ثم بطبعهم ونشرهم ذلك في الجرائد يسجلون جهلهم وضحالة ثقافتهم. وقد يروجون الأصول الداروينية ضمن انكارهم لتأثير الدعاء والتوسلات مع أنها نظرية مردودة مطرودة منفية في المجتمع الدولي العلمي ودوائر المعارف العالمية. وقد يتوسلون ببعض المراسيم و العادات التي لا أساس لها من الصحة والتي انما يفعلها ويعملها السفلة و الجهلة فيتمسكون بها ليواجهوا بها الاسلام وزعماء المسلمين، ولا نعلم ما هو هدفهم وأصل مقاصدهم؟ فلوكانت غايتهم أن يحوزوا سيادة هذا المجتمع و الرئاسة عليه فانها لا تكون الا برصيد، فليجهدوا ليكونوا من فلاسفة الاسلام كالفارابي وابن سينا والشيرازي، أو من الفقهاء الكبار كالشيخ الأنصاري أو السيد الشيرازي أو السيد الأصفهاني.. ولو كانت غايتهم تلقيح الفتنة لافتتان الناس عن دينهم لتقديم غايات أسيادهم، فاننا ننصح أسيادهم أن يتخذوا العبر والدروس من الماضي و يرحوا أنفسهم، فليست هذه ساحة مفتوحة لتجوالهم فيها. وأنا أرى أن منشأ هذه الفتن هو الجهل وفقدان المعرفة والثقافة في الأمة، ولا دواء لعلاج هذا الداء ولدفع هذا العداء اكثرا أثراً من سلاح العلم والمعرفة. فالواجب يفرض على حراس هذا الدين والدولة أن يسعوا سعياً حثيثاً ودؤوباً في توسيع نطاق المعارف الدينية، واعداد وسائل التقدم لها. ولا يتم هذا الهدف الا باصلاح المعارف و تهذيبها في هذه البلاد، ونشر الكتب الدينية والأخلاقية بين أفراد المجتمع. ومن هنا.. كنت منذ مدة افكر في تأليف كتاب مختصر في مقاييس و ملاكات النبوة والامامة، كما أثبتها المحققون من المتكلمين وكبار فلاسفة الاسلام بالأدلة والبراهين المنطقية، ومن خلال أيات كتاب الله و أخبار الأئمة الاطهار عليهم السلام؛ لألقم به حجراً في أفواه من ينكرون لزوم المعاجز للأنبياء والأئمة.. ولهذا فقد بدأت بكتابة هذه الرسالة المختصرة في: وجه حاجة البشر إلى البني والامام، ثم ملاكات النبوة والامامة.. لكي يتعرف القراء الكرام من الاخوة المؤمنين ببعض أصول مذهب أهل البيت عليهم السلام، ويعلموا بذلك كم أن من تحاول تلك الفرق المنافقة أن تصفه بالنبوة أو الامامة.. كم هؤلاء، مدلسون دجالون، ولا يبالون.