كتاب : كيف نوجّه شبابنا نحو الصلاة
المؤلف : الدكتور علي القائمي
عدد الصفحات : 90
٣- تيقظ الرؤية الكونية تتكون لدى المراهق في هذه المرحلة رؤية خاصة للعالم، فلعله لم يكن قد ذهب الى المدرسة، أو اكتسب علماً أو تجربة من الكتب إلا أن وضعه ينبئ وكأنه يرى الظواهر الكونية بمنظار آخر، أو كأن الظواهر المحيطة به تحدثه عن سر مبدئها ومصيرها. في هذه المرحلة تتبدل رؤيته الكونية، فيجد في الحياة رونقاً وجمالاً خاصاً، ونظرته للأشياء تختلف تماماً عما كانت عليه بالأمس، فيكون هذا الاستيقاظ سبباً أيضاً لمعرفة كونية أعمق وتوجها نحو العلم والثقافة، وكذلك وسيلة لسوقه نحو خالق الأشياء المدير المطلق، فيتكون لديه - نتيجة لذلك - شعور بالحاجة الى عبادته ومناجاته. ٤- تيقظ الضمير الضمير هو عبارة عن نوع من الوعي الذاتي الداخلي، أو قوة إدراك الرذائل والفضائل؛ وهو ما يجعل الإنسان يشعر بالرضا والارتياح عند الإتيان بكل فعل حميد، وبنوع من السلبية والتأنيب الذاتي، مقابل أي تصرف قبيح؛ فهو يؤدي - إذن - دوراً كالدور الذي يؤديه القاضي في المحكمة. يستيقظ الضمير في سنوات المراهقة، وتتشكل فيه محكمة فيكون هو القاضي على نفسه، فان ارتكب خطأ أو ذنباً ألقى اللوم على نفسه، بل وقد يفرض عليها بعض العقوبات كترك اللذة مثلاً. أو تحمل المعاناة ... الخ، ومن الواضح أن هذا الاستيقاظ يعد من الألطاف الربانية وعاملاً لتشديد الرقابة الذاتية.