كتاب : أبحاث حول المهدوية
المؤلف : الشيخ نجم الدين الطبسي
عدد الصفحات : 57
هل أن قضية المهدى والاعتقاد بالمهدوية فكرة شيعية أم أنها مشتركة بين كل المسلمين؟ نشير إلى كلام إبن خلدون الذي يقول فيه: (الفصل الثاني والخمسون في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك.... ثم ينكر أصل المهدوية ويقول أن الروايات ضعيفة وأنها قضية شيعية بحتة). ويرد عليه أحمد محمد شاكر - وهو سنى - شارح و معلق على كتاب مسند أحمد الطبعة الجديدة و له مجموعة تعاليق نافعة وحينما يصل إلى روايات المهدوية يرد على ابن خلدون رداً مناسباً، ففى ج ۵ ص ۱۷۵ يقول: (أما إبن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم واقتحم قحماً لم يكن من رجالها وغلبه ما شغله من السياسة وأمور الدولة وخدمة من كان يخدم من الملوك والأمراء فأوهم أن شأن المهدى عقيدة شيعية أو أوهمته نفسه فعقد في مقدمته المشهورة فصلاً طويلاً جعل عنوانه " فصل: في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس..... فتهافت في هذا الفصل تهافتاً عجيباً وغلط فيه أغلاطاً واضحة ثم يقول إن إبن خلدون لم يحسن قول المحدثين الجرح مقدم على التعديل - لو اطلع على أقوالهم وفقهها لما قال شيئاً مما قال وقد يكون قرأ وعرف لكنه أراد تضعيف أحاديث المهدى بما غلب عليه من الرأي السياسي في عصره). لكن آيت الله الشيخ الوالد في كتابه الشيعة والرجعة ج ۱ ص ۹۸ يأتي بعلة ثالثة - وأتصور أنها بيت القصيد - فقال: (لعل هذا - النصب أقرب الوجوه إلى الواقع فإن له مع آل محمد مواقف، قال في مقدمته المطبوعة ببيروت . وشد أهل البيت بمذاهب ابتدعوها وفقه انفردوا به وشد بمثلهم الخوارج ولم يحتفل الجمهور بمذاهبهم بل أوسعوها جانب الإنكار والقدح .... ثم كأنه يريدان يقول: إني وأمثالي على الهدي والسنة، وأن أهل البيت وشيعتهم أهل الضلالة والبدعة ").