المدرسة القرآنية

أضيف بتاريخ 08/28/2024
Admin 3


كتاب : المدرسة القرآنية
المؤلف : السيد محمد باقر الصدر
عدد الصفحات : 192


إلا ان الذي يهمنا بصورة خاصة ونحن على أبواب هذه الدراسة القرآنية، أن تركز على ابراز اتجاهين رئيسيين لحركة التفسير في الفكر الاسلامي ونطلق على أحدهما اسم «الاتجاه التجزيئي في التفسير» وعلى الآخر اسم «الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير» ونعني بالاتجاه التجزيئي المنهج الذي يتناول المفسر ضمن اطاره القرآن الكريم آية فآية وفقاً لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف. والمفسر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف ويفسر قطعاته تدريجاً بما يؤمن به من أدوات ووسائل للتفسير من الظهور أو المأثور من الأحاديث أو بلحاظ الآيات الاخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، بالقدر الذي يلقي ضوءاً على مدلول القطعة القرآنية التي یراد تفسيرها مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار من كل تلك الحالات. وطبعاً نحن حينما نتحدث عن التفسير التجزيئي تقدمه في أوسع وأكمل صوره التي انتهى اليها. وإن التفسير التجزيئي تدرج تاريخياً إلى أن وصل الى مستوى الاستيعاب الشامل للقرآن الكريم بالطريقة التجزيئية. وكان قد بدأ في عصر الصحابة التابعين على مستوى شرح تجزيئي البعض الآيات القرآنية وتفسير المفرداتها، وكلما امتد الزمن ازدادت الحاجة الى تفسير المزيد من الآيات الى أن انتهى الى الصورة التي قدم فيها ابن ماجة والطبري وغيرهما ممن كتب في التفسير في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع. وكانت تمثل أوسع صورة للمنهج التجزيئي في التفسير. فالمنهج التجزيئي في التفسير حيث أنه كان يستهدف فهم مدلول «الله». وحيث أن فهم مدلول «الله» كان في البداية متيسراً لعدد كبير من الناس ثم بدأ اللفظ يتعقد من حيث المعنى بمرور الزمن وازدياد الفاصل وتراكم القدرات والتجارب، وتطور الاحداث والاوضاع، من هنا توسع التفسير التجزيئي تبعاً لما اعترض النص القرآني من غموض ومن شك في تحديد مفهوم «الله» حتى تكامل في الطريقة التي نراها في موسوعات التفسير. حيث ان المفسر يبدأ من الآية الأولى من سورة الفاتحة الى سورة الناس فيفسر القرآن آية آية، لأن الكثير من الآيات بمرور الزمن أصبح معناها

sicilian grania sicilian grania