كتاب : دروس فلسفية في، شرح المنظومة - ج1 ج2 ج3 ج4
المؤلف : الشهيد مرتضى مطهري
عدد الصفحات : 533/451
الجزء الاول والثاني
الجزء الثالث والرابع
إن المصنف في كتابه المسمى بالمنظومة وشرح المنظومة، تعرض القسمين، فقسم مختص بالمنطق، وقسم مختص بالفلسفة، والقسمان منفصلان، وقسم المنطق سماه بـ «اللآلي المنتظمة، وهذا القسم المختص بالفلسفة سماه بـ «غرر الفرائد والذي عليه الحال فعلاً هو أن كلا الاسمين هجرا وعرف كلا القسمين باسم المنظومة : منظومة المنطق ومنظومة الفلسفة. وأراد المصنف تقللة في منظومة الفلسفة أن يذكر بشكل مختصر دورة في الحكمة العملية والحكمة النظرية - طبعاً دورة غير كاملة بل ناقصة في الحكمة العملية والحكمة النظرية - أي أراد أن يذكر بشكل مختصر جميع أقسام الحكمة. وإنما قلنا دورة ناقصة فلأنهم - وحسب التقسيم المعروف عند القدماء وهو التقسيم الأرسطي - قسموا الحكمة والفلسفة إلى فلسفة نظرية أي العلم فيما هو موجود وفلسفة عملية أي العلم فيما ينبغي فعله. ثم قسموا الفلسفة النظرية إلى الإلهيات والطبيعيات والرياضيات، وقسموا الفلسفة العملية أيضاً إلى الأخلاق وتدبير المنازل أو السياسة العائلية) وسياسة المدن هو المعنى المعروف للسياسة). لكن المصنف في كتابه هذا ذكر بعض الأقسام وترك بعضاً آخر منها تعرض للإلهيات وذكرها بشكل أكثر تفصيلاً من غيرها . تحدث في الطبيعيات أيضاً لكن بإيجاز أكثر من الإلهيات ولم يتحدث بشيء عن الرياضيات. ومن أقسام الفلسفة العملية الثلاثة تحدث فقط عن الأخلاق في آخر الكتاب. فمن وجهة نظر المصنف يشتمل هذا الكتاب - غرر الفرائد - على عدة علوم وعدة فنون ففي رأي الحكماء الإسلاميين يعتبر العلم الإلهي بنفسه علماً وعلم الطبيعيات أيضاً هو بدوره عدة علوم فإن علم الكائنات الجوية بنفسه علم وقد ذكره المصنف بشكل مختصر. وعلم معرفة المعدن علم وقد ذكره المصنف وعلم معرفة النبات ذكره المصنف أيضاً بشكل مختصر جداً، وكل من علم الحيوان وعلم النفس علمان. كل هذه ٦ العلوم ذكرها المصنف بشكل مختصر في آخر المطلب، لكن القسم الذي فصل فيه أكثر من سائر الأقسام هو ما يسمونه بالحكمة الإلهية. ما هي الحكمة الإلهية؟ يبحث اليوم في كلمة الميتافيزيقيا وفي وجه تسمية هذا العلم بهذا الاسم، وقد توصلوا الى نتيجة بهذا الشأن. كذلك وقع البحث في ما مضى في سبب تسمية علم الحكمة الإلهية بـ ما وراء الطبيعة، وعلماً أنه تعبير غير صحيح، وهم لم يكونوا ملتفتين إلى أن هذه الكلمة قد ترجمت خطاً بـه ما بعد الطبيعة - أي الأمور المرتبطة بما بعد الطبيعة - ومن دون الالتفات إلى أن هذا خطأ من الترجمة كانوا يرون أن هذا التعبير لا يتطابق معه. وعدم الانطباق كان من جهتين : 1 - الجهة الأولى : ان المسائل التي نسميها بالحكمة الإلهية لا تختص بما وراء الطبيعة، بل إن أكثر مسائلها هي مسائل عامة . الفلسفة أصلاً تعني المسائل الكلية علم كلي مسائل لا تختص بمورد وفرقها عن سائر العلوم هو هذا، إذ أن مسائل العلوم مختصة بموارد فمثلاً معرفة النبات تتعلق بالمسائل المتعلقة بالنبات وتحليلها لكن مسائل الفلسفة عامة ترتبط بالوجود