كتاب : التعليق على كتاب بحار الأنوار - جزئين
المؤلف : السيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري
عدد الصفحات : 443/455
الجزء الاول
الجزء الثاني
وأما للحدت المجلسي فقد جمع في كتابه الكبير القيم شتات الكتب والمؤلفات لاصحابنا قدس الله أسرارهم، وكان الداعي المهم لمن هو صون تلك المؤلفات. وعدم اندراس المصادر الأصلية لها من دون الالتزام بصحة صدور تلك الروايات أو توثيقها، فقد أوكل هذه المهمة إلى غيره من العلماء وأهل الخبرة في هذا الفن. ومن هنا جاء الاختلاف بين طريقة المتقدمين من المحدثين كالمشايخ الثلاثة قدس الله اسرارهم حيث جمعوا الأخبار التي كانت حجة بينهم وبين الله تعالى لاحتفافها بقرائن متعددة اعتمدوا عليها في هذا السبيل، وهم لم يحتجوا بتلك الأخبار جزافاً، بل كان عن دراية واستيثاق منهم، وقد ارتضي جملة ممن تأخر عنهم بما التزموه، وصححوا المنهج الذي انتهجوه، الا أن جمعاً من العلماء ناقشو ذلك. وأبدوا تحفظهم إلى طريقتهم، وهذه المطارحات بينهم إنما يختص بالكتب الأربعة المتقدمة، وأما المجامع الأربعة المتأخرة فإن الأمر يختلف منها عن الكتب الأربعة كما عرفت. هذا ما أردت ذكره على سبيل الاختصار، إذ أن لكل مفردة مما ذكرناه تفصيل وشرح يطول ذكره. وهذا الكتاب هو مجموعة تعاليق الإمام السبزواري على كتاب بحار الأنوار»، وقد كان اهتمامي في بداية الأمر أن أجمع التعاليق مجردة عن الروايات. مقتصراً على تعيين الكتاب والباب والصفحة في الطبعتين القديمة والحديثة، ولكن عرض لي خاطر أن اذكر الخبر الذي عليه التعليق بتمامه، ولو كان التعليق على جزء منه، واستخرت الله تعالى في ذلك، وحتني بعض أفاضل الحوزة المباركة على المنهج الأخير، فأخذت ذلك تتميماً للفائدة، وتسهيلاً للاستفادة، فصار الكتاب ذو ثلاثة أجزاء ويمكن أن يعد مختصر البحار .