كتاب : الشيعة في الميزان
المؤلف : الشيخ محمد جواد مغنية
عدد الصفحات : 482
فان هذه الصفحات ليست استثنافاً للحملات التي قدتها ضد الانتهازيين والمفترين ... ولا بحثاً انتقادياً ، او تأملاً فلسفياً ، وانما هي عرض لعقائد الشيعة ، مع اقامة الدليل على ان ما من شيء في عقيدتهم الا وله مصدر متسالم على صحته عند اهل السنة ، حتى عدد الأئمة وحصرهم بـ ١٢ إماماً ، وحتى العصمة والتقية والجفر وفكرة المهدي المنتظر ، وغيرها . واشرت الى اهم دولهم كالفاطميين والبويهيين والحمدانيين والصفويين ، وما لهم من آثار قائمة ، حتى اليوم ، للدلالة على مساهمة الشيعة في الحضارة الاسلامية مساهمة فعالة ، وترجمت لكل واحد من الأئمة الاثني عشر ( ع ) ترجمة مختصرة ، ربما أغنت عن كثير من المطولات ، كما ذكرت الفوارق بين السنة والشيعة ، واعتمدت لاكثر ما كتبت على مصادر أهل السنة ، والكتب الصحاح عندهم ، وتركت اشياء تتصل بموضوع الكتاب ، لاني كنت قد ذكرتها في بعض مؤلفاتي السابقة ، وبخاصة كتاب و مع الشيعة الإمامية : وكتاب و الشيعة والحاكمون . . وقد لا يصدق القارئ اذا قلت : ان هذه الصفحات هي ثمرة البحث الحر ، دون أن أتأثر باية نزعة شخصية ، أو فكرة مذهبية ... لذا ادع الحكم له وحده ، ولا اقطع عليه الطريق بالحمد والثناء على ما كتبت . ولكن هل يستطيع الانسان ان يتجرد عن وضعه وتربيته وعقيدته التي نشأ واستمر عليها شاباً وكهلاً ؟ .. تربية فاسدة كلا ... ولكن ليس من الضروري ان تكون كل عقيدة باطلة ، ولا كل بل قد وقد ... وتعرف الحقيقة حين تعرض على محك العقل . والجدل المنطقي العلمي ، وهذا ما أريد من القارئ ان يعرفه ويتنبه اليه ، فانا لا ادعي التحرر ، ولكني أطلبه من القارئ على ان ينظر الى عقيدة التشيع من خلال الإسلام ، وعلى ضوء كتاب الله وسنة نبيه ، لا من خلال عقله ... لان العقل مهما سما يظل مقصراً عن ادراك كثير من الحقائق الإلهية ، ككيفية الصلاة ، وعدد الركعات ، والهرولة في الحج ، ورمي الجمار ، وما الى ذاك . وتقول : اراك تهتم كثيراً بامر الشيعة والتشيع ، فهل فرغنا من مشاكل الحياة . ولم يبق الا التعريف بهذه الطائفة وصحة ما تدين به وتعتقد ؟ .. او ان هذا اهم واجدی ؟ ...