كتاب : حدائق الحقائق ، في شرح نهج البلاغة – ج1ج2
المؤلف : قطب الدين الكيدري البيهقي
عدد الصفحات: 703710
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، المصطفى محمد، وآله الطاهرين الأنجم الزاهرة، واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري ولايتهم إلى أبد الآبدين.
أما بعد، أيها اللبيب المتتبع لحقائق البيان، والمولع بكلام سيد الأوصياء ولسان ربّ العالمين، فقد سألت عن كتابٍ نفيسٍ جليل، من روائع الشروح التي أُفنيت فيها الأعمار، وذابت فيها الأقلام، شرحًا لكلامٍ هو فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، ألا وهو:
📘 اسم الكتاب:
حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة (الجزء الأول والثاني)
✍️ تأليف:
قطب الدين الكَيدَري البيهقي (قدس سره)
من أعلام القرن السابع الهجري، ومن رجالات العلم والفلسفة والأدب، وكان من تلامذة خواجة نصير الدين الطوسي، مشبعًا بالذوق العرفاني، والبيان البلاغي، والتحقيق الكلامي.
🔍 موضوع الكتاب ومحوريته:
الكتاب شرحٌ نفيسٌ لكلمات الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الواردة في نهج البلاغة، وهو من الشروح العرفانية العقلية الأدبية التي امتازت بالتأمل الفلسفي والتفسير الروحي.
فهو لا يقتصر على بيان المعاني الظاهرة، بل يغوص في بحار الإشارات، ويكشف عن وجوه البلاغة، ويتأمل في الحكم والمعارف المودعة في كلمات سيد البلغاء، جامعًا بذلك بين:
-
البلاغة البيانية
-
التحقيق الفلسفي
-
التفسير العرفاني
-
الشرح الكلامي العقلي
وهو شرح تحليلي تأملي، يُعنَى بشرح المفردة والجملة والمعنى العام، مستعرضًا السياقات النفسية والمعنوية لكلام الإمام، مما يجعله شرحًا فريدًا في بابه.
📖 مميزات الشرح:
-
الأسلوب الأدبي العالي: يتسم بالجزالة، والتفنن في السجع والجناس، والسبك العربي الرفيع.
-
الغوص في المعاني الباطنة: لا يكتفي بالظاهر، بل يتناول الإشارات الروحية والمعاني الخفية في كلام الإمام.
-
الاعتماد على الفلسفة والعرفان: يظهر تأثر المؤلف بالمدرسة الإشراقية، والذوق العرفاني المتأثر بابن سينا والسهروردي.
-
التوسع في الشواهد والاقتباسات: يستشهد بكلام الفلاسفة، والآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة.
📚 الجزء الأول والثاني يتناولان:
-
خطب الإمام في توحيد الله وبيان صفاته
-
تأملات في معنى الخلق، والكون، والنفس
-
شروح للوصايا الأخلاقية والسياسية والروحية
-
تحليل كلام الإمام عن الدنيا والآخرة، والعقل والجهل، والدين والزهد
🕯 الخصوصية البارزة:
ما يميز هذا الشرح بحق، أنّه يقدّم نهج البلاغة لا ككلام تاريخي أو وعظي فحسب، بل كنصّ كونيّ مفعمٍ بالأنوار، يتجاوز الزمان والمكان، يُخاطب قلب العارف، ويوقظ غفلة السالك.
قال أحد المحققين في وصفه: "لو لم يُكتب من شروح النهج إلا حدائق الحقائق، لكان كافيًا لمن أراد أن يتأمل لا أن يقرأ فقط."
🕊 في الختام:
إنّ حدائق الحقائق، كما اسمه، بساتينٌ مترفة، تتضوع منها أنفاس البلاغة، وتتفجّر فيها ينابيع الحكمة، وتُغرس فيها أشجارُ التوحيد والمعرفة، فهو زادٌ للمتأملين، وسراجٌ للسالكين.
أسأل الله أن يُنير بصائرنا بأنوار نهج عليٍّ (عليه السلام)، ويجعلنا من حملة سره، والعاملين بوصاياه، والمتحلّين بحِكمه.
ولا تنسَ أخاك من دعاءٍ في ساعة إخبات، فإنّ أحبّ الأعمال إلى الله دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.