كتاب : إعجاز القرآن
المؤلف : الدكتور السيد رضا مؤدب
عدد الصفحات :184
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجى، واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري علومهم وفضلهم إلى قيام يوم الدين.
أما بعد، أيها الأخ الفاضل،
📘 كتاب: إعجاز القرآن
✍️ المؤلف: الدكتور السيد رضا مؤدّب
📄 عدد الصفحات: 184 صفحة
🧭 تمهيد الكتاب:
يتناول هذا الكتاب أحد أبرز أبواب الدراسات القرآنية، وهو إعجاز القرآن الكريم، من خلال بحث علمي رصين يعرض مفهوم الإعجاز، أنواعه، أدلته، وتاريخه، مع تحليل دقيق لمناهج العلماء المسلمين في فهم هذا البُعد الإلهي للقرآن.
الدكتور رضا مؤدّب يُقدّم معالجة شاملة لهذه المسألة بأسلوب أكاديمي، يُراعي أقوال المفسرين، والبلاغيين، والمناطقة، والمتكلمين، مع التفات خاص إلى المنظور الإمامي والعقلي في تفسير حقيقة الإعجاز.
🧩 المحاور الأساسية للكتاب:
1️⃣ تعريف الإعجاز وتمييزه عن المعجزة:
-
يفرّق المؤلف بين مصطلحي المعجزة والإعجاز، مبينًا أن المعجزة فعل خارق يدل على النبوة، بينما الإعجاز هو الصفة الملازمة للقرآن الكريم التي تعجز البشر عن الإتيان بمثله.
-
يناقش معنى "التحدّي" في السياق القرآني، كما في قوله تعالى:
﴿فأتوا بسورة من مثله﴾ [البقرة: 23].
2️⃣ أقسام الإعجاز في القرآن:
-
يفصّل في أنواع الإعجاز، ومنها:
-
اللغوي والبياني: وهو محور الكتاب.
-
التشريعي: لما يحمله من نظام أخلاقي وقانوني متفرد.
-
العلمي: مع نقد منهجي لربط القرآن بالاكتشافات الحديثة خارج سياقها.
-
الغَيبي والتاريخي: كنبوءات تحقق وقوعها.
-
النفسي والتربوي: من أثر القرآن في النفوس والعقول.
-
3️⃣ تحليل الإعجاز البياني:
-
يُعالج المؤلف هذا النوع باعتباره الوجه الأول والأقوى في التحدي القرآني.
-
يقارن بين نظم القرآن وأساليب الشعر والخطابة والبلاغة العربية.
-
يستعرض آراء أعلام البلاغة، كالجاحظ، والباقلاني، والخطابي، والزركشي، والطوفي، والزمخشري، والطبرسي.
4️⃣ ردّ الشبهات حول الإعجاز:
-
يناقش اعتراضات المستشرقين وبعض المعاصرين الذين قالوا إن إعجاز القرآن نسبي أو ذوقي.
-
يُثبت بالعقل والنقل أن الإعجاز موضوعي متجذّر في البنية القرآنية، لا في الذوق أو الإيمان فقط.
5️⃣ الإعجاز من منظور أهل البيت (ع):
-
يُبرز المؤلف أحاديث الإمام علي (عليه السلام) وسائر الأئمة (عليهم السلام) التي تعكس فهمهم العميق للقرآن وإعجازه.
-
يستشهد بكلماتهم مثل قول أمير المؤمنين:
"وكتاب الله بين أظهركم، ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تهدم أركانه..."، ليؤكد ديمومة الإعجاز في كل عصر.
💡 خصائص المنهج في الكتاب:
-
جمع بين التحليل البلاغي والعقائدي.
-
توثيق علمي مستند إلى المصادر الأصيلة.
-
نقد معتدل للغلو في التفسيرات العلمية المعاصرة.
-
توسعة المفهوم لتشمل أبعادًا معرفية وتربوية.
📚 أهمية الكتاب:
-
يصلح كمقدمة منهجية ومرجعية لطلبة العلوم القرآنية، العقائد، والبلاغة.
-
يُغني عن عشرات المصادر الجزئية من حيث تغطيته لأهم المحاور في باب الإعجاز.
-
يُقدّم فهمًا وسطيًّا بين التقليد الحرفي والقراءة الحداثية، جامعًا بين الإيمان والعقل.
🧾 خاتمة الكتاب:
يؤكد المؤلف أن إعجاز القرآن لا يقتصر على عصر النبي (ص)، بل هو حجّة باقية، تُثبت صدق الرسالة وخلودها، وكلما ترقّت البشرية في أدوات الفهم، اتسع لهم أفق جديد من هذا الإعجاز، مصداقًا لقوله تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [فصلت: 53].