كتاب: علم الكلام الشيعي ، أدواره ومناهجه وسبل الإرتقاء به
المؤلف: حيدر الوكيل
عدد الصفحات :177
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين، حماة التوحيد ورعاة العقيدة، واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري علومهم إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الأخ الفاضل،
📘 كتاب: علم الكلام الشيعي – أدواره، مناهجه، وسبل الارتقاء به
✍️ المؤلف: الشيخ حيدر الوكيل
📄 عدد الصفحات: 177 صفحة
🧭 تمهيد الكتاب:
يناقش هذا الكتاب تطور علم الكلام الإمامي الشيعي عبر مراحله التاريخية المختلفة، محللًا أدواره الوظيفية، ومناهجه المتبعة، ومسلّطًا الضوء على نقاط القوة والضعف في بنيته الخطابية والمعرفية، مع تقديم رؤية إصلاحية تهدف إلى تجديد الخطاب العقدي وإعادته إلى موقعه الحيوي في بناء الفكر الإسلامي.
🧩 المحاور الرئيسة للكتاب:
1️⃣ تعريف علم الكلام ووظيفته:
-
يعرّف المؤلف علم الكلام بأنه:
"العلم الذي يبحث في العقائد الدينية من جهة إمكانية إثباتها بالدليل العقلي والنقلي ودفع الشبهات عنها." -
يحدد وظائفه في:
-
الدفاع عن العقيدة.
-
بناء التصور التوحيدي الكامل.
-
تقديم المرجعية المعرفية في مقابل التيارات الفلسفية والمادية والإلحادية.
-
2️⃣ مراحل تطور علم الكلام الشيعي:
-
المرحلة التأسيسية (عهد الأئمة):
-
الدور العقائدي المباشر للإمام علي (ع) وبقية الأئمة (عليهم السلام).
-
مواجهة الانحرافات من الخوارج، المجسّمة، والمرجئة.
-
-
مرحلة التدوين (القرن الثالث والرابع):
-
بروز متكلمين كبار مثل: الشيخ الصدوق، الشيخ المفيد، السيد المرتضى.
-
تأسيس قواعد المنهج العقلي المعتدل.
-
-
مرحلة النضج الفلسفي (القرن السادس إلى الثامن):
-
دخول الفلسفة في البناء العقدي، خاصة على يد الخواجة نصير الدين الطوسي.
-
تحول الكلام إلى خطاب مدرسي ذهني.
-
-
مرحلة الركود النسبي (بعد القرن العاشر):
-
هيمنة المنهج الفقهي على الساحة، وتراجع الدور الكلامي لصالح الفلسفة أو الفقه.
-
-
مرحلة النهضة المعاصرة:
-
تجديد علم الكلام على يد الشهيد الصدر، والمطهري، والسبحاني، والسيد كمال الحيدري.
-
التركيز على البعد الاجتماعي والحضاري للعقيدة.
-
3️⃣ المناهج المتبعة في علم الكلام الشيعي:
-
المنهج النقلي: الاعتماد على الروايات والنصوص القرآنية.
-
المنهج العقلي البرهاني: تأسيس العقيدة على الأدلة العقلية.
-
المنهج الفلسفي: إدماج المصطلحات والمفاهيم الفلسفية (كالوجوب، الإمكان، العلية).
-
المنهج العرفاني: الذي يعبر عن التجربة الذوقية للكمال الإلهي.
-
المنهج النقدي الحضاري: كما في كتابات بعض المعاصرين، ممن ربط العقيدة بالهوية والمجتمع.
4️⃣ نقد الواقع الحالي لعلم الكلام:
-
يرى المؤلف أن علم الكلام يعاني من:
-
الجمود المدرسي.
-
ضعف الارتباط بالواقع الثقافي والاجتماعي.
-
العزلة عن الحقول المعرفية الحديثة (كعلم النفس، السوسيولوجيا، الفلسفة المعاصرة).
-
التكرار في مواجهة الشبهات القديمة دون تطوير الوسائل.
-
🚀 سبل الارتقاء بعلم الكلام:
-
الانتقال من الدفاع إلى البناء: أن يكون الكلام صانعًا للعقيدة لا فقط حارسًا لها.
-
الربط بالواقع: استحضار قضايا الإنسان المعاصر (الهوية، العلمنة، الإلحاد...).
-
توسيع أدوات المعرفة: كالاستفادة من الفلسفة التحليلية، علوم اللغة، الظاهراتية.
-
إعادة بناء مناهج الحوزات العلمية لتدرّس علم الكلام كتفكير عقلاني حيّ، لا فقط كعلم تقليدي.
-
فتح باب الحوار مع المدارس الأخرى بمستوى علمي رصين يبيّن تفوق المنهج الإمامي في التعامل مع العقيدة.
💡 ميزات الكتاب:
-
لغة علمية واضحة، لا تخلو من التبسيط المنهجي.
-
تحليل دقيق لمراحل تطور علم الكلام داخل الإطار الشيعي، دون التوسع في الجدل الطائفي.
-
دعوة صريحة لتطوير الخطاب العقدي بما يتناسب مع تحديات العصر ومستوى العقل المعاصر.
📚 أهمية الكتاب:
-
مناسب لطلبة العلوم الإسلامية، خصوصًا في أقسام:
-
الكلام الجديد، العقيدة، الفلسفة الإسلامية.
-
-
يقدم خريطة معرفية متكاملة لتاريخ علم الكلام الإمامي مع ملاحظات تطويرية مهمة.
-
يُعَدّ لبنة تأسيسية في مشروع "الكلام الجديد" القائم على الربط بين العقيدة والتحولات الفكرية المعاصرة.
🧾 خاتمة الكتاب:
يختم الشيخ حيدر الوكيل كتابه بدعوة صادقة إلى نفض الغبار عن علم الكلام الإمامي، وإعادة توظيفه كوسيلة لإحياء الدين في نفوس الشباب، وإسناد حركة التجديد الإسلامي من منطلق عقلي وقرآني ومبدئي، مؤكّدًا أن العقيدة إن لم تَبنِ مجتمعًا، فإنها تتحول إلى طقوس معرفية جامدة.
