كتاب: تكملة العروة الوثقى ، 1-2
المؤلف: السيد محمد كاظم اليزدي
عدد الصفحات: 623
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيّدنا محمد وآله الطاهرين، مصابيح الدجى وسفن النجاة، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى قيام الساعة.
أما بعد، أيها العزيز الفاضل، دام توفيقك،
فكتاب «تكملة العروة الوثقى» في جزأيه الأول والثاني، هو من مصنّفات السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي أعلى الله مقامه، أحد أعلام الفقه الإمامي وأركان الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
هذا السفر الجليل يُعدّ تتمة لما سطّره في كتابه الأصيل «العروة الوثقى»، الذي أصبح موئلًا للفقهاء، ومعتمدًا لأغلب الحواشي والتقريرات. أما "تكملته"، فهي بمثابة استدراك علمي واستيفاء لبعض الأبواب والمسائل التي لم تُذكر في الأصل، فجاءت تزيده إحكامًا وتوسعةً.
✦ محتوى الكتاب وميزاته
جاء هذا الكتاب الشريف في 623 صفحة، وقد بُوِّب بدقّةٍ وتمحيص، متناولًا أبوابًا في:
-
معاملاتٍ مستجدة كالربا بأقسامه وأحكامه، وقد ابتدأ به لِما فيه من الابتلاء العظيم في المعاملات المعاصرة.
-
ومباحث في الطهارات والنجاسات، بتمام دقّتها، مع إشارات أصولية تُمثّل مزيجًا من الفقه والدقة الأصولية.
-
كما يشتمل على فصولٍ في العبادات كالصلاة والصوم والزكاة، تناولها بما لم يُتناول في الجزء السابق.
ويمتاز أسلوب المؤلف، رضوان الله عليه، بصرامة علميّة، وتحقيقٍ فقهيّ بليغ، يجمع بين التمحيص الرجاليّ والدقة في القواعد الفقهية، مع تجنّب الحشو أو التكرار، ملتزمًا بمبنى الاحتياط الاستظهاري، كما هي عادته في كتابه الأصلي.
✦ موقع الكتاب في الفقه الإمامي
من يطالع هذا الكتاب يدرك مدى سعة باع المؤلف، ويقف على إحاطته بكثيرٍ من دقائق المسائل، فهو لا يكتفي بالنقل، بل ينقّح وجه الترجيح، ويمهّد للمجتهد موارد الفتوى. لذا، أصبح هذا الكتاب، كما أصله، مَعينًا لا ينضب للباحثين، ومتنًا تعتمده المدارس العلمية في الدرس الخارج.
✦ خلاصة القول
إن «تكملة العروة الوثقى» ليست مجرّد تتمة حرفية، بل هي تكميل منهجيّ وبيان تعميقيّ، أفاض به السيد اليزدي من معين علمه، فأغنى المكتبة الفقهية بكنزٍ ثمينٍ لا يُستغنى عنه.
رزقنا الله وإياكم فهم دقائق العلم، وجعلنا من السائرين على نهج العلماء الربانيين، وجمعنا بهم في دار كرامته، إنّه أرحم الراحمين.
ولا تنسونا من صالح الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.